اللّيلة الأولى:
هِيَ مِن الليالي الشريفة وقَد وردت في فضل العبادة فيها واحيائها أحاديث
كثيرة، وَروي أنّها لا تقل عَن لَيلَة القَدر ولها عدة أعمال:
الأول: الغسل إذا غربت الشمس.
الثاني: احياؤها بالصلاة والدُّعاء والاستغفار والبيتوتة في المسجد.
الثالث: أن يَقول في أعقاب صلوات المغرب والعشاء والصبح وعقيب صلاة العيد: «الله أَكْبَرُ الله أَكْبَرُ لا إِلهَ إِلاّ الله وَالله أَكْبَرُ الله أَكْبَرُ وَللهِ الحَمْدُ، الحَمْدُ للهِ عَلى ما هَدانا، وَلهُ الشُّكْرُ عَلى ما أَوْلانا» .
الرابع: أن يرفع يديه الى السّماء اذا فرغ مِن فريضة المغرب ونافلته ويقول: «ياذا
المَنِّ وَالطَّوْلِ، ياذا الجُودِ، يامُصْطَفِيَ مُحَمَّدٍ وَآلِ
مُحَمَّدٍ وَناصِرَهُ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَاغْفِرْ لِي
كُلَّ ذَنْبٍ أَحْصَيْتَهُ وَهُوَ عِنْدَكَ فِي كِتابٍ مُبِينٍ >.ثم
يسجد ويَقول في سجوده مائةَ مرةٍ: < أتُوبُ إِلى اللهِ >. ثم يسأل الله تَعالى مايشاء يقضي إن شاء الله
تَعالى.وعَلى رواية الشَيخ يسجد بَعد صلاة المغرب ويَقول: < يا ذا
الحَوْلِ، ياذا الطَّوْلِ، يا مُصْطَفِيا مُحَمَّداً وَناصِرَهُ صَلِّ عَلى
مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَاغْفِرْ لِي كُلَّ ذَنْبٍ أَذْنَبْتُهُ
وَنَسِيتُهُ أَنا وَهُوَ عِنْدَكَ فِي كِتابٍ مُبِينٍ، ثم قل مائةَ مرةٍ:
أَتُوبُ إِلى اللهِ ».
الخامس: زيارة الحسين (عليه السلام) فإن لها فضلا عظيماً وسيأتي في باب الزيارات ما يخّص هذه اللّيلة من الزيارة.
السادس: أن يدعو عَشر مرات بالدعاء: يادائِمَ الفَضْلِ، الَّذي مضى في اعمال لَيلَة الجمعة.
السابع: أن يصّلي العشر ركعات الَّتي مضت في أعمال اللّيلة الاخَيرة مِن شَهر رَمَضان.
الثامِن: يصلّي ركعتين يقرأ في الأوّلى وبَعد الحَمد التَوحيد ألف مرةٍ ويقرأها في الثّانِيَة مرةٍ واحدة ويسجد بعد السلام فيقول: « أَتُوبُ إِلى اللهِ ».
ثم يَقول: < ياذا المَنِّ وَالجُودِ، ياذا المَنِّ وَالطَّوْلِ، يامُصْطَفِيَ مُحَمَّدٍ صَلّى الله
عَلَيْهِ وَآلِهِ صَلِّ عَلىمُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَافْعَلْ بِي كَذا وَكَذا
>، ويسأل حاجته.وَروي أنَّ أمير المؤمنين (عليه السلام) كانَ يصلّيها
كما ذكر فإذا رفع راسه يَقول: والَّذي نفسي بيده لا يفعلها أحد يسأل الله تَعالى شيئاً إلاّ أعطاه ولو اتاه مِن الذُّنوب عدد رمل الصحراء غفر الله
لَهُ.ووردت التَوحيد في رواية اخرى مائةَ مرةٍ عوض الالف مرةٍ ولكن عَلى
هذه الرواية يصلّي هذه الصلاة بَعد فريضة المغرب ونافلته.وقَد روى الشَيخ
والسيّد بَعد هذه الصلاة هذا الدُّعاء:
« ياالله ياالله يااللهُ، يارَحْمنُ يااللهُ، يارَحِيمُ يااللهُ، يامَلِكُ يااللهُ، ياقُدُّوسُ يااللهُ، ياسَلامُ يااللهُ، يامُؤْمِنُ ياالله يامُهَيْمِنُ يااللهُ، ياعَزِيزُ يااللهُ، ياجَبَّارُ يااللهُ، يامُتَكَبِّرُ يااللهُ، يا خالِقُ يااللهُ، يابارِيُ يااللهُ، يامُصَوِّرُ يااللهُ، ياعالِمُ يااللهُ، ياعَظِيمُ يااللهُ، ياعَلِيمُ يااللهُ، ياكَرِيمُ يااللهُ، ياحَلِيمُ يااللهُ، ياحَكِيمُ يااللهُ، ياسَمِيعُ يااللهُ، يابَصِيرُ يااللهُ، ياقَرِيبُ يااللهُ، يامُجِيبُ يااللهُ، ياجَوادُ يااللهُ، ياماجِدُ يااللهُ، يامَلِيُّ يااللهُ، ياوَفِيُّ يااللهُ، يامَوْلى يااللهُ، ياقاضِي يااللهُ، ياسَرِيعُ يااللهُ، ياشَدِيدُ يااللهُ، يارَؤُوفُ يااللهُ، يارَقِيبُ يااللهُ، يامَجِيدُ يااللهُ، ياحَفِيظُ يااللهُ، يامُحِيطُ يااللهُ، ياسَيِّدَ السَّاداتِ يااللهُ، ياأَوَّلُ يااللهُ، ياآخِرُ يااللهُ، ياظاهِرُ يااللهُ، ياباطِنُ يااللهُ، يافاخِرُ يااللهُ، ياقاهِرُ يااللهُ، يارَبَّاهُ يااللهُ، يارَبَّاهُ يااللهُ، يارَبَّاهُ يااللهُ، ياوَدُودُ يااللهُ، يانُورُ يااللهُ، يارافِعُ يااللهُ، يامانِعُ يااللهُ، يادافِعُ يااللهُ، يافاتِحُ يااللهُ، يانَفَّاحُ يااللهُ، ياجَلِيلُ يااللهُ، ياجَمِيلُ يااللهُ، ياشَهِيدُ يااللهُ، ياشاهِدُ يااللهُ، يامُغِيثُ يااللهُ، ياحَبِيبُ يااللهُ، يافاطِرُ يااللهُ، يامُطَهِّرُ يااللهُ، يامَلِكُ يااللهُ، يامُقْتَدِرُ يااللهُ، ياقابِضُ يااللهُ، ياباسِطُ يااللهُ، يامُحْييُ يااللهُ، يامُمِيتُ يااللهُ، ياباعِثُ يااللهُ، ياوارِثُ يااللهُ، يامُعْطِيُ يااللهُ، يامُفْضِلُ يااللهُ، يامُنْعِمُ يااللهُ، ياحَقُ يااللهُ، يامُبِينُ يااللهُ، ياطَيِّبُ يااللهُ، يامُحْسِنُ يااللهُ، يامُجْمِلُ يااللهُ، يامُبْدِيُ يااللهُ، يامُعِيدُ يااللهُ، يابارِيُ يااللهُ، يابَدِيعُ يااللهُ، ياهادِي يااللهُ، ياكافِي يااللهُ، ياشافِي يااللهُ، ياعَلِيُّ يااللهُ، ياعَظِيمُ يااللهُ، ياحَنَّانُ يااللهُ، يامَنَّانُ يااللهُ، ياذا الطَوْلِ يااللهُ، يامُتَعالِي يااللهُ، ياعَدْلُ يااللهُ، ياذا المَعارِجِ يااللهُ، ياصادِقُ يااللهُ، ياصَدُوقُ يااللهُ، يادَيَّانُ يااللهُ، ياباقِي يااللهُ، ياواقِي يااللهُ، ياذا الجَلالِ يااللهُ، ياذا الاِكْرامِ يااللهُ، يامَحْمُودُ يااللهُ، يامَعْبُودُ يااللهُ، ياصانِعُ يااللهُ، يامُعِينُ يااللهُ، يامُكَوِّنُ يااللهُ، يافَعَّالُ يااللهُ، يالَطِيفُ يااللهُ، ياغَفُورُ ياالله ، ياشَكُورُ يااللهُ، يانُورُ يااللهُ، ياقَدِيرُ يااللهُ، يارَبَّاهُ يااللهُ، يارَبَّاهُ يااللهُ، يارَبَّاه يااللهُ، يارَبَّاهُ يااللهُ، يارَبَّاهُ يااللهُ، يارَبَّاهُ يااللهُ، يارَبَّاهُ يااللهُ، يارَبَّاهُ يااللهُ، يارَبَّاهُ يااللهُ، يارَبَّاه يااللهُ،
أَسأَلُكَ أَنْ تُصَلِّي عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَتَمُنَّ
عَلَيَّ بِرِضاكَ، وَتَعْفُو عَنِّي بِحِلْمِكَ، وَتُوَسِّعَ عَلَيَّ مِنْ
رِزْقِكَ الحَلالِ الطَّيِّبِ وَمِنْ حَيْثُ أَحْتَسِبُ وَمِنْ حَيْثُ لا
أَحْتَسِبُ فَإِنِّي عَبْدُكَ لَيْسَ لِي أَحَدٌ سِواكَ، وَلا أَحَدٌ
أَسْأَلُهُ غَيْرُكَ ياأَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ، ما شاءَ الله لا قُوَّةَ إِلاّ بِالله العَلِيِّ العَظِيمِ ».
ثم تسجد وتقول: « يااللهُ، يااللهُ، يااللهُ،
يارَبُّ يارَبُّ يارَبُّ، يامُنْزِلَ البَرَكاتِ بِكَ تُنْزَلُ كُلُّ
حاجَةٍ أَسْأَلُكَ بِكُلِّ اسْمٍ فِي مَخْزُونِ الغَيْبِ عِنْدَكَ
وَالاَسَّماء المَشْهُورَةِ عِنْدَكَ المَكْتُوبَةِ عَلى سُرادِقِ عَرْشِكَ
أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وأَنْ تَقْبَلَ مِنِّي
شَهْرَ رَمَضانَ وَتَكْتُبَنِي مِنَ الوافِدِينَ إِلى بَيْتِكَ الحَرامِ
وَتَصْفَحَ لِي عَنِ الذُّنُوبِ العِظامِ وَتَسْتَخْرِجَ يارَبِّ كُنُوزَكَ
يارَحْمنُ ».
التاسع: يصلّي أربع عَشرة ركعة يقرأ في كُل ركعة <الحَمد> وآية <الكرسي> وثلاث مرات سورة <قل هُوَ الله احد> ليكون لَهُ بكل ركعة عبادة أربعين سنة وعبادة كُل من صام وصلّى في هذا الشّهر.
العاشر: قالَ الشَيخ في المصباح اغتسل في آخر الليل واجلس في مصّلاك الى طلوع الفَجر.
اليَوم الأوّل
يَوم عيد الفطر، وأعمالهُ عديدة:
الأول: أن تكّبر بَعد صلاة الصبح وبَعد صلاة العيد بما مّر من التكبيرات في لَيلَة العيد بَعد الفَريضَة.
الثاني: أن تدعو بَعد فريضة الصبح بما رواه السيّد رض مِن دعاء: « اللَّهمَّ إِنِّي تَوَجَّهْتُ إِلَيْكَ بِمُحَمَّدٍ أَمامِي... الخ». وقَد أورد الشَيخ هذا الدُّعاء بَعد صلاة العيد.
الثالث:
اخراج زكاة الفطرة صاعاً عَن كُل نسمة قَبلَ صلاة العيد عَلى التفصيل
المبين في الكتب الفقهية واعلم أن زكاة الفطرة مِن الواجبات المؤكدة وهِيَ
شرط في قَبول صيام شَهر رَمَضان وهِيَ أمان عَن الموت الى السنة القابلة
وقَد قّدم الله تَعالى ذكرها على الصلاة في الآية الكريمة: [size=16]﴿ قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى * وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى ﴾.
الرابع: الغسل، والاحسن أن يغتسل مِن النهر
اذا تمكّن ووقت الغسل مِن الفَجر الى حين اداء صلاة العيد كما قالَ الشيخ
وفي الحديث ليكن غسلك تَحتَ الظلال او تَحتَ حائط فأذا هممت بذلِكَ فقل:« اللَّهُمَّ إِيْماناً بِكَ وَتَصْدِيقاً بِكِتابِكَ وَاتِّباعَ سُنَّةِ نَبِيِّكَ مُحَمَّدٍ صَلّى الله عَلَيْهِ وَآلِهِ ». ثم سّم باسم الله واغتسل فإذا فرغت مِن الغسل فقل: « اللَّهمَّ اجْعَلْهُ كُفَّارَةً لِذُنُوبِي، وَطَهِّرْ دِيْنِي. اللَّهمَّ اذْهِبْ عَنِّي الدَّنَسَ ».
الخامس: تحسين الثياب واستعمال الطّيب والاصحار في غير مكة للصلاة تَحتَ السّماء.
السادس: الافطار أول النَّهار قَبلَ صلاة
العيد والافضل أن يفطر عَلى التمر أو عَلى شَيٍ مِن الحلوى. وقالَ الشَيخ
المفيد يُستَحب أن يبتلع شيئاً مِن تربة الحسين (عليه السلام) فأنها شفاء
من كل داء.
السابع:
أن لا تخرج لصلاة العيد إِلاّ بَعد طلوع الشمس وأن تدعو بما رواه السيّد
في (الاقبال) مِن الدّعوات منها مارواه عَن أبي حمزة الثمالي عَن الباقر
(عليه السلام) قالَ: أدع في العيدين والجمعة إذا تهيأت للخروج بهذا
الدُّعاء:
« اللَّهُمَّ مَنْ تَهيَّأَ فِي هذا اليَوْمِ أَوْ
تَعَبَّأ أَوْ أَعَدَّ وَاسْتَعَدَّ لِوِفادَةٍ إِلى مَخْلُوقٍ رَجاءَ
رِفْدِهِ وَنَوافِلِهِ وَفَواضِلِهِ وَعطاياهُ فَإِنَّ إِلَيْكَ ياسَيِّدِي
تَهْيِئَتِي وَتَعْبِئَتِي وَإِعْدادِي وَاسْتِعْدادِي رَجاءَ رَفْدِكَ
وَجَوائِزِكَ وَنَوافِلِكَ وَفَواضِلِكَ وَفَضائِلِكَ وَعَطاياكَ وَقَدْ
غَدَوْتُ إِلى عِيْدٍ مِنْ أَعْيادِ اُمَّةِ نَبِيِّكَ مُحَمَّدٍ صَلَواتُ الله
عَلَيْهِ وَعَلى آلِهِ وَلَمْ أَفِدْ إِلَيْكَ اليَوْمَ بِعَمَلٍ صالِحٍ
أَثِقُ بِهِ قَدَّمْتُهُ، وَلا تَوَجَّهْتُ بِمَخْلُوقٍ أَمَّتُه، وَلكِنْ
أَتَيْتُكَ خاضِعاً مُقِرّاً بِذُنُوبِي وَإِسآَتِي إِلى نَفْسِي،
فَياعَظِيمُ ياعَظِيمُ ياعَظِيمُ إِغْفِرْ لِيَ العَظِيمَ مِنْ ذُنُوبِي،
فَإِنَّهُ لا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ العِظامَ إِلاّ أَنْتَ يالا إِلهَ إِلاّ
أَنْتَ ياأَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ ».
الثامِن: صلاة العيد: وهِيَ ركعتان يقرأ في الأوّلى الحَمد وسورة الاعَلى ويكبّر بَعد القراءة خمس تكبيرات وتقنت بَعد كُل تكبيرة فتقول:
« اللَّهُمَّ أَهْلَ الكَبْرِياءِ وَالعَظَمَةِ،
وَأَهْلَ الجُودِ وَالجَبَرُوتِ، وَأَهْلَ العَفْوِ وَالرَّحْمَةِ،
وَأَهْلَ التَّقوى وَالمَغْفِرَةِ، أَسْأَلُكَ بِحَقِّ هذا اليَوْمِ
الَّذِي جَعَلْتَهُ لِلْمُسْلِمِينَ عِيْداً، وَلِمُحَمَّدٍ صَلّى الله
عَلَيْهِ وَآلِهِ ذُخْراً وَمَزِيداً، أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ
وَآلِ مُحَمّدٍ، وَأَنْ تُدْخِلَنِي فِي كُلِّ خَيْرٍ أَدْخَلْتَ فِيْهِ
مُحَمَّداً وَآلَ مُحَمَّدٍ، وَأَنْ تُخْرِجَنِي مِنْ كُلِّ سُوءٍ
أَخْرَجْتَ مِنْهُ مُحَمَّداً وَآلَ مُحَمَّدٍ صَلَواتُكَ عَلَيْهِ
وَعَلَيْهِمْ . اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ خَيْرَ ما سَأَلَكَ عِبادُكَ
الصَّالِحُونَ، وَأَعُوذُ بِكَ مِمّا اسْتَعاذَ مِنْهُ عِبادُكَ
الصَّالِحُونَ» .
ثّم تكبّر السّادِسَة وتركع وتسجد ثم تنهض للركعة الثّانِيَة فتقرأ فيها
بَعد <الحَمد> سورة <الشمس> ثم تكبّر أربع تكبيرات تقنت بَعد
كُل تكبيرة وتقرأ في القنوت مامر فإذا فرغت كبّرت الخامِسَة فركعت واتممت
الصلاة وسبّحت بَعد الصلاة تسبيح الزهراء(عليها السلام).
خطبة عيد الفطر
يخطب بها إمام الجماعة بعد صلاة العيد، وهي على ما رواها الصّدوق في كتاب
من لا يحضره الفقيه عن أمير المؤمنين (عليه السلام) كما يلي:
« الحَمْدُ للهِ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ
وَالأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُماتِ وَالنُّورَ ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُوا
بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ، لا نُشْرِكُ بِالله
شيئاً وَلا نَتَّخِذُ مِنْ دُونِهِ وَليّا وَالحَمْدُ للهِ الَّذِي لَهُ
ما فِي السّماواتِ وَما فِي الأَرْضِ وَلَهُ الحَمْدُ فِي الآخرةِ وَهُوَ
الحَكِيمُ الخَبِيرُ، يَعْلَمُ ما يَلِجُ فِي الأَرْضِ وَما يَخْرُجُ
مِنْها وَما يَنْزِلُ مِنَ السَّماء وَما يَعْرُجُ فِيها وَهُوَ الرَّحِيمُ
الغَفُورُ، كذلِكَ الله لا إِلهَ إِلاّ هُوَ
إِلَيْهِ المَصِيرُ وَالحَمْدُ للهِ الَّذِي يُمْسِكُ السَّماء أَنْ
تَقَعَ عَلى الأَرْضِ إِلاّ بِإِذْنِهِ، إِنَّ الله
بِالنّاسِ لَرَؤُفٌ رَحِيمٌ. اللَّهُمَّ ارْحَمْنا بِرَحْمَتِكَ
وَاعْمُمْنا بِمَغْفِرَتِكَ إِنَّكَ أَنْتَ العَلِيُّ الكَبِيرُ،
وَالحَمْدُ للهِ الَّذِي لا مَقْنُوطٌ مِنْ رَحْمَتِهِ وَلا مَخْلُوُّ مِنْ
نِعْمَتِهِ وَلا مُؤْيَسٌ مِنْ رَوْحِهِ وَلا مُسْتَنْكَفُ عَنْ
عِبادَتِهِ ، بِكَلِمَتِهِ قامَتِ السَّماواتِ السَّبْعُ وَاسْتَقَرَّتْ
الأَرْضُ المِهادُ وَثَبَتَتِ الجِبالُ الرَّواسِي وَجَرَتِ الرِّياحُ
اللَّواقِحُ وَسارَ فِي جَوِّ السَّماء السَّحابُ وَقامَتْ عَلى حُدُودِها
البِحارُ وَهُوَ إِلهٌ لَها، وَقاهِرٌ يَذِلُّ لَهُ المُتَعَزِّزُونَ
وَيَتَضأَلُ لَهُ المُتَكَبِّرُونَ وَيَدِينُ لَهُ طَوْعاً وَكَرْهاً
العالَمُونَ.
نَحْمَدُهُ كَما حَمَدَ نَفْسَهُ وَكَما هُوَ أَهْلُهُ وَنَسْتَعِينُهُ
وَنَسْتَغْفِرُهُ وَنَسْتَهْدِيهِ، وَنَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلاّ الله
وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ يَعْلَمُ ما تُخْفِي النُّفُوسُ وَما تُجِنُّ
البِحارُ وَما تُوارِي مِنْهُ ظُلْمَةٌ وَلا تَغِيبُ عَنْهُ غائِبَةٌ وَما
تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ مِنْ شَجَرَةٍ وَلا حَبَّةٍ فِي ظُلْمَةٍ إِلاّ
يَعْلَمُها، لا إِلهَ إِلاّ هُوَ وَلا رَطَبٍ وَلا يابِسٍ إِلاّ فِي كِتابٍ
مُبِينٍ وَيَعْلَمُ ما يَعْمَلُ العامِلُونَ وَأيَّ مَجْرىً يَجْرُونَ
وَإِلى أَيِّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ وَنَسْتَهْدِي الله
بِالهُدى، وَنَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَنَبِيُّهُ وَرَسُولُهُ
إِلى خَلْقِهِ وَأَمِينُهُ عَلى وَحْيِهِ وَأَنَّهُ قَدْ بَلَّغَ رِسالاتِ
رَبِّهِ وَجاهَدَ فِي الله الحائِدِينَ عَنْهُ العادِلِينَ بِهِ، وَعَبَدَ الله حَتّى أَتاهُ اليَّقِينُ صَلّى الله عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ.
أُوصِيكُمْ بِتَقْوى الله الَّذِي لا
تَبْرَحُ مِنْهُ نِعْمَةٌ وَلا تَنْفَذُ مِنْهُ رَحْمَةٌ وَلا يَسْتَغْنِي
العِبادُ عَنْهُ وَلا يَجْزِي أَنْعُمَهُ الاَعْمالُ الَّذِي رَغَّبَ فِي
التَّقْوى وَزَهَّدَ فِي الدُّنْيا وَحَذَّرَ المَعاصِي وَتَعَزَّزَ
بِالبَقاءِ وَذَلَّلَ خَلْقَهُ بِالمَوْتِ وَالفَناءِ، وَالمَوْتُ غايَةُ
المَخْلُوقِينَ وَسَبِيلُ العالَمِينَ وَمَعْقُودٌ بِنَواصِي الباقِينَ لا
يُعْجِزُهُ إِباقُ الهارِبِينَ وَعِنْدَ حُلُولِهِ يَأْسِرُ أَهْلَ الهَوى،
يَهْدِمُ كُلَّ لَذَّةٍ وَيُزِيلُ كُلَّ نِعْمَةٍ وَيَقْطَعُ كُلَّ
بَهْجَةٍ وَالدُّنْيا دارٌ كَتَبَ الله لَها
الفَناءِ وَلاِ هْلِها مِنْها الجَلاَء فَأَكْثَرُهُمْ يَنْوِي بَقائها
وَيُعَظِّمُ بِنائَها وَهِيَ حُلْوَةٌ خَضِرَةٌ قَدْ عُجِّلَتْ
لِلْطَّالِبِ وَالتَبَسَتْ بِقَلْبِ النَّاظِرِ، وَيُضْنِي ذو الثَّرْوَةِ
الضَّعِيفَ وَيَجْتَويها الخائِفُ الوَجِلُ ؛ فَارْتَحِلُوا مِنْها
يَرْحَمُكُمُ الله بِأَحْسَنِ
مابِحَضْرَتِكُمْ وَلا تَطْلُبُوا مِنْها أَكْثَرَ مِنْ القَلِيلِ وَلا
تَسْأَلُوا مِنْها فَوْقَ الكَفافِ، وَارْضَوْا مِنْها بِاليَسِيرِ وَلا
تَمُدُّنَّ أَعْيُنَكُمْ مِنْها إِلى ما مُتِّعَ المُتْرَفُونَ بِهِ
وَاسْتَهِينُوا بِها وَلا تُوَطِّنُوها، وَأَضِرُّوا بِأَنْفُسِكُمْ فِيها
وَإِيّاكُمْ وَالتَّنَعُّمَ وَالتَّلَهِّي وَالفاكِهاتِ فَإِنَّ فِي ذلِكَ
غَفْلَةً وَاغْتِراراً. أَلا أَنَّ الدُّنْيا قَدْ تَنَكَّرَتْ
وَأَدْبَرَتْ وَاحْلَوْلَتْ وَآذَنَتْ بِوَداعٍ ؟ أَلا وَإِنَّ الآخرةَ
قَدْ رَحَلَتْ فَأَقْبَلَتْ وَأَشْرَفَتْ وَآذَنَتْ بِاطِّلاعٍ ؟ أَلا
وَإِنَّ المِضْمارَ اليَوْمَ وَالسِّباقَ غَداً ؟ أَلا وَإِنَّ السُّبْقَةَ
الجَنَّةَ وَالغايَةَ النَّارُ ؟ أَلا أَفَلا تائِبٌ مِنْ خَطِيئَتِهِ
قَبْلَ يَوْمِ مَنِيَّتِهِ ؟ أَلا عامِلٌ لِنَفْسِهِ قَبْلَ يَوْمِ
بُؤْسِهِ وَفَقْرِهِ ؟! جَعَلَنا الله وَإِيَّاكُمْ مِمَّنْ يَخافُهُ وَيَرْجُو ثَوابَهُ ؟ أَلا إِنَّ هذا اليَوْمَ يَوْمٌ جَعَلَهُ الله لَكُمْ عِيداً وَجَعَلَكُمْ لَهُ أهْلا فَاذْكُرُوا الله
يَذْكُرْكُمْ وَادْعُوهُ يَسْتَجِبْ لَكُمْ، وَأَدُّوا فِطْرَتَكُمْ
فَإِنَّها سُنَّةُ نِبِيِّكُمْ وَفَرِيضَةٌ وَاجِبَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ،
فَلْيُؤَدِّها كُلُّ امْرِيٍ مِنْكُمْ عَنْ نَفْسِهِ وَعَنْ عِيالِهِ
كُلِّهِمْ ذَكَرِهِمْ وَاُنْثاهُمْ وَصَغِيرِهِمْ وَكَبِيرِهِمْ
وَحُرِّهِمْ وَمَمْلُوكِهِمْ عَنْ كُلِّ إِنْسانٍ مِنْهُمْ صاعاً مِنْ
بُرٍّ أَوْ صاعاً مِنْ تَمْرٍ أَوْ صاعاً مِنْ شَعِيرٍ. وَأَطِيعُوا الله
فِيما فَرَضَ عَلَيْكُمْ وَأَمَرَكُمْ بِهِ مِنْ إِقامِ الصَّلاةَ
وَإِيْتاءِ الزَّكاةِ وَحَجِّ البَيْتِ وَصَوْمِ شَهْرِ رَمَضانَ
وَالاَمْرِ بِالمَعْرُوفِ وَالنَّهِيِ عَنِ المُنْكَرِ وَالاِحْسانِ إِلى
نِسائِكُمْ وَمامَلَكَتْ أَيْمانُكُمْ، وَأَطِيعُوا الله
فِيما نَهاكُمْ عَنْهُ مِنْ قَذْفِ المُحْصَنَةِ وَإِتْيانِ الفاحِشَةِ
وَشُرْبِ الخَمْرِ وَبَخْسِ المِكْيالِ وَنَقْصِ المِيزانِ وَشَهادَةِ
الزُّورِ وَالفَرارِ مِنَ الزَّحْفِ عَصَمَنا الله
وَإِيَّاكُمْ بِالتَّقْوى وَجَعَلَ الآخرةَ خَيْراً لَنا وَلَكُمْ مِنَ
الأوّلى، إِنَّ أَحْسَنَ الحَدِيثِ وَأَبْلَغَ مَوْعِظَةِ المُتَّقِينَ
كِتابُ الله العَزِيزِ الحَكِيمِ، أَعُوذُ بِالله مِنَ الشَّيْطانِ الرَّجِيمِ بِسْمِ الله الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ قُلْ هُوَ الله أَحَدٌ الله الصَّمَدُ لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفْوا أَحَدٌ ».
ثم يجلس إذا فرغ من هذه الخطبة جلسة قصيرة ثم ينهض للخطبة الثانية وهي
ماكان يخطب بها أمير المؤمنين(عليه السلام) يوم الجمعة بعد الجلوس الذي
يعقب الخطبة الأوّلى، وهي كما يلي:
« الحَمْدُ للهِ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنُؤْمِنُ بِهِ وَنَتَوَكَّلُ عَلَيْهِ، وَنَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلاّ الله وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ وَأَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ صَلَواتُ الله
وَسَلامُهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَمَغْفِرَتُهُ وَرِضْوانُهُ، اللَّهُمَّ
صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ عَبْدِكَ وَرَسُولِكَ وَنَبِيِّكَ صَلاةً نامِيَةً
زاكِيَةً تَرْفَعُ بِها دَرَجَتَهُ وَتُبَيِّنَ بِها فَضْلَهُ وَصَلِّ عَلى
مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَبارِكْ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ كَما
صَلَّيْتَ وَبارَكْتَ وَتَرَحَّمْتَ عَلى إِبْراهِيمَ وَآلِ إِبْراهِيمَ
إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ ، اللَّهُمَّ عَذِّبْ كَفَرَةَ أَهْلِ الكِتابِ
الَّذِينَ يَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِكَ وَيَجْحَدُونَ آياتِكَ وَيُكَذِّبُونَ
رُسُلَكَ، اللَّهُمَّ خالِفْ بَيْنَ كَلِمَتِهِمْ وَألْقِ الرُّعْبَ فِي
قُلُوبِهِمْ وَأَنْزِلْ عَلَيْهِمْ رَجْزَكَ وَنَقِمَتَكَ وَبَأْسَكَ
الَّذِي لا تَرُدُّهُ عَنِ القَوْمِ المُجْرِمِينَ، اللَّهُمَّ انْصُرْ
جُيُوشَ المُسْلِمِينَ وَسَراياهُمْ وَمُرابِطِيهِمْ فِي مَشارِقِ الأَرْضِ
وَمَغارِبِها إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيٍْ قَدِيرٌ، اللَّهُمَّ اغْفِرْ
لِلْمُؤْمِنِينَ والمُؤْمِناتِ وَالمُسْلِمِينَ وَالمُسْلِماتِ، اللَّهُمَّ
اجْعَلْ التَّقْوى زادَهُمْ وَالاِيمانَ وَالحِكْمَةَ فِي قُلُوبِهِمْ
وَأَوْزِعْهُمْ أَنْ يَشْكُرُوا نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ
وَأَنْ يُوفُوا بِعَهْدِكَ الَّذِي عاهَدْتَهُمْ عَلَيْهِ إِلهَ الحَقِّ
وَخالِقَ الخَلْقِ، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِمَنْ تُوُفِّيَ مِنَ
المُؤْمِنِينَ وَالمُؤْمِناتِ وَالمُسْلِمِينَ وَالمُسْلِماتِ وَلِمَنْ
هُوَ لاحِقٌ بِهِمْ مِنْ بَعْدِهِمْ مِنْهُمْ إِنَّكَ أَنْتَ العَزِيزُ
الحَكِيمُ إِنَّ الله يَأْمُرُ بِالعَدْلِ
وَالاِحْسانِ وَإِيْتاءِ ذِي القُرْبى وَيَنْهى عَنِ الفَحْشاءِ
وَالمُنْكَرِ وَالبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ، اُذْكُرُوا الله يَذْكُرْكُمْ فَإِنَّهُ ذاكِرٌ لِمَنْ ذَكَرَهُ وَاسْأَلُوا الله
مِنْ رَحْمَتِهِ وَفَضْلِهِ فَإِنَّهُ لا يَخِيبُ عَلَيْهِ داعٍ دَعاهُ
رَبَّنا آتِنا فِي الدُّنْيا حَسَنَةً وَفِي الآخرةِ حَسَنَةً وَقِنا
عَذابَ النَّار ».
وقَد وردت دعوات كثيرة بَعد صلاة العيد ولعل أحسنها هُوَ الدُّعاء السادس
والأَرْبعون مِن الصحيفة الكاملة ويُستَحب أن يبرز في صلاة العيد تَحتَ
السماء وأن يصلي عَلى الأَرْض مِن دون بساط ولا بارية وأن يرجع عن المصلي
مِن غير الطريق الَّذي ذَهَبَ مِنهُ وأن يدعو لاخوانه المؤمنين بقبول
أعمالهم.
التاسع: أن يزور الحسين(عليه السلام).
العاشر: قراءة دعاء الندبة وسيأتي إن شاء الله تَعالى.وقالَ السيّد ابن طاووس (رض) اسجد إذا فرغت مِن الدُّعاء فقل: « أَعُوذُ بِكَ مِنْ نارٍ حَرُّها لايُطْفاء، وَجَدِيدُها لا يُبْلى، وَعَطْشانُها لايُرْوى ». ثم ضع خدك الايمن عَلى الأَرْض وَقُلْ: «
إِلهِي لا تُقَلِّبْ وَجْهِي فِي النَّارِ بَعْدَ سُجُودِي وَتَعْفِيرِي
لَكَ بِغَيْرِ مَنٍّ مِنِّي عَلَيْكَ بَلْ لَكَ المَنُّ عَلَيَّ ». ثم ضع خدك الايسر عَلى الأَرْض وَقُلْ: « ارْحَمْ مَنْ أَساءَ وَاقْتَرَفَ وَاسْتَكانَ وَاعْتَرَفَ ».
ثم عد الى السجود وَقُلْ: « إِنْ كُنْتُ بِئْسَ
العَبْدُ فَأَنْتَ نِعْمَ الرَّبُّ، عَظُمَ الذَّنْبُ مِنْ عَبْدِكَ
فَلْيَحْسُنِ العَفْوُ مِنْ عِنْدِكَ يا كَرِيمُ ».
ثم قل: « العَفْوَ العَفْوَ ». مائةَ مرةٍ.
ثم قالَ السيّد ولا تقطع يومكَ هذا باللعب والاهمال وأنت لاتعلم أمردود أم
مقبول الاعمال فان رجوت القَبول فقابل ذلِكَ بالشكر الجميل وإن خفت الرد
فكن أسير الحزن الطويل.
اليَوم الخامس والعِشرون
فيهِ عَلى بعض الاقوال توفي الإمام جعفر بن مُحَمَّد الصادق (عليه السلام)
في سنة مائةَ وثماني واربعين وقَد ارتأى البعض أنَّ وفاته كانَت في النصف
مِن رجب وكانَ سَبَب وفاته سمّا دس لَهُ في العنب.وَروي أنه (عليه السلام)
حينما حضرته الوفاة فتح عينيه وقالَ: اجمعوا لي الاقارَب فلمّا اجتمعوا
كلّهم نظر إليهم وقالَ: لايبلغ شفاعتنا من استخف بصلاته ولَمْ يهتم بها
هِيَ مِن الليالي الشريفة وقَد وردت في فضل العبادة فيها واحيائها أحاديث
كثيرة، وَروي أنّها لا تقل عَن لَيلَة القَدر ولها عدة أعمال:
الأول: الغسل إذا غربت الشمس.
الثاني: احياؤها بالصلاة والدُّعاء والاستغفار والبيتوتة في المسجد.
الثالث: أن يَقول في أعقاب صلوات المغرب والعشاء والصبح وعقيب صلاة العيد: «الله أَكْبَرُ الله أَكْبَرُ لا إِلهَ إِلاّ الله وَالله أَكْبَرُ الله أَكْبَرُ وَللهِ الحَمْدُ، الحَمْدُ للهِ عَلى ما هَدانا، وَلهُ الشُّكْرُ عَلى ما أَوْلانا» .
الرابع: أن يرفع يديه الى السّماء اذا فرغ مِن فريضة المغرب ونافلته ويقول: «ياذا
المَنِّ وَالطَّوْلِ، ياذا الجُودِ، يامُصْطَفِيَ مُحَمَّدٍ وَآلِ
مُحَمَّدٍ وَناصِرَهُ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَاغْفِرْ لِي
كُلَّ ذَنْبٍ أَحْصَيْتَهُ وَهُوَ عِنْدَكَ فِي كِتابٍ مُبِينٍ >.ثم
يسجد ويَقول في سجوده مائةَ مرةٍ: < أتُوبُ إِلى اللهِ >. ثم يسأل الله تَعالى مايشاء يقضي إن شاء الله
تَعالى.وعَلى رواية الشَيخ يسجد بَعد صلاة المغرب ويَقول: < يا ذا
الحَوْلِ، ياذا الطَّوْلِ، يا مُصْطَفِيا مُحَمَّداً وَناصِرَهُ صَلِّ عَلى
مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَاغْفِرْ لِي كُلَّ ذَنْبٍ أَذْنَبْتُهُ
وَنَسِيتُهُ أَنا وَهُوَ عِنْدَكَ فِي كِتابٍ مُبِينٍ، ثم قل مائةَ مرةٍ:
أَتُوبُ إِلى اللهِ ».
الخامس: زيارة الحسين (عليه السلام) فإن لها فضلا عظيماً وسيأتي في باب الزيارات ما يخّص هذه اللّيلة من الزيارة.
السادس: أن يدعو عَشر مرات بالدعاء: يادائِمَ الفَضْلِ، الَّذي مضى في اعمال لَيلَة الجمعة.
السابع: أن يصّلي العشر ركعات الَّتي مضت في أعمال اللّيلة الاخَيرة مِن شَهر رَمَضان.
الثامِن: يصلّي ركعتين يقرأ في الأوّلى وبَعد الحَمد التَوحيد ألف مرةٍ ويقرأها في الثّانِيَة مرةٍ واحدة ويسجد بعد السلام فيقول: « أَتُوبُ إِلى اللهِ ».
ثم يَقول: < ياذا المَنِّ وَالجُودِ، ياذا المَنِّ وَالطَّوْلِ، يامُصْطَفِيَ مُحَمَّدٍ صَلّى الله
عَلَيْهِ وَآلِهِ صَلِّ عَلىمُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَافْعَلْ بِي كَذا وَكَذا
>، ويسأل حاجته.وَروي أنَّ أمير المؤمنين (عليه السلام) كانَ يصلّيها
كما ذكر فإذا رفع راسه يَقول: والَّذي نفسي بيده لا يفعلها أحد يسأل الله تَعالى شيئاً إلاّ أعطاه ولو اتاه مِن الذُّنوب عدد رمل الصحراء غفر الله
لَهُ.ووردت التَوحيد في رواية اخرى مائةَ مرةٍ عوض الالف مرةٍ ولكن عَلى
هذه الرواية يصلّي هذه الصلاة بَعد فريضة المغرب ونافلته.وقَد روى الشَيخ
والسيّد بَعد هذه الصلاة هذا الدُّعاء:
« ياالله ياالله يااللهُ، يارَحْمنُ يااللهُ، يارَحِيمُ يااللهُ، يامَلِكُ يااللهُ، ياقُدُّوسُ يااللهُ، ياسَلامُ يااللهُ، يامُؤْمِنُ ياالله يامُهَيْمِنُ يااللهُ، ياعَزِيزُ يااللهُ، ياجَبَّارُ يااللهُ، يامُتَكَبِّرُ يااللهُ، يا خالِقُ يااللهُ، يابارِيُ يااللهُ، يامُصَوِّرُ يااللهُ، ياعالِمُ يااللهُ، ياعَظِيمُ يااللهُ، ياعَلِيمُ يااللهُ، ياكَرِيمُ يااللهُ، ياحَلِيمُ يااللهُ، ياحَكِيمُ يااللهُ، ياسَمِيعُ يااللهُ، يابَصِيرُ يااللهُ، ياقَرِيبُ يااللهُ، يامُجِيبُ يااللهُ، ياجَوادُ يااللهُ، ياماجِدُ يااللهُ، يامَلِيُّ يااللهُ، ياوَفِيُّ يااللهُ، يامَوْلى يااللهُ، ياقاضِي يااللهُ، ياسَرِيعُ يااللهُ، ياشَدِيدُ يااللهُ، يارَؤُوفُ يااللهُ، يارَقِيبُ يااللهُ، يامَجِيدُ يااللهُ، ياحَفِيظُ يااللهُ، يامُحِيطُ يااللهُ، ياسَيِّدَ السَّاداتِ يااللهُ، ياأَوَّلُ يااللهُ، ياآخِرُ يااللهُ، ياظاهِرُ يااللهُ، ياباطِنُ يااللهُ، يافاخِرُ يااللهُ، ياقاهِرُ يااللهُ، يارَبَّاهُ يااللهُ، يارَبَّاهُ يااللهُ، يارَبَّاهُ يااللهُ، ياوَدُودُ يااللهُ، يانُورُ يااللهُ، يارافِعُ يااللهُ، يامانِعُ يااللهُ، يادافِعُ يااللهُ، يافاتِحُ يااللهُ، يانَفَّاحُ يااللهُ، ياجَلِيلُ يااللهُ، ياجَمِيلُ يااللهُ، ياشَهِيدُ يااللهُ، ياشاهِدُ يااللهُ، يامُغِيثُ يااللهُ، ياحَبِيبُ يااللهُ، يافاطِرُ يااللهُ، يامُطَهِّرُ يااللهُ، يامَلِكُ يااللهُ، يامُقْتَدِرُ يااللهُ، ياقابِضُ يااللهُ، ياباسِطُ يااللهُ، يامُحْييُ يااللهُ، يامُمِيتُ يااللهُ، ياباعِثُ يااللهُ، ياوارِثُ يااللهُ، يامُعْطِيُ يااللهُ، يامُفْضِلُ يااللهُ، يامُنْعِمُ يااللهُ، ياحَقُ يااللهُ، يامُبِينُ يااللهُ، ياطَيِّبُ يااللهُ، يامُحْسِنُ يااللهُ، يامُجْمِلُ يااللهُ، يامُبْدِيُ يااللهُ، يامُعِيدُ يااللهُ، يابارِيُ يااللهُ، يابَدِيعُ يااللهُ، ياهادِي يااللهُ، ياكافِي يااللهُ، ياشافِي يااللهُ، ياعَلِيُّ يااللهُ، ياعَظِيمُ يااللهُ، ياحَنَّانُ يااللهُ، يامَنَّانُ يااللهُ، ياذا الطَوْلِ يااللهُ، يامُتَعالِي يااللهُ، ياعَدْلُ يااللهُ، ياذا المَعارِجِ يااللهُ، ياصادِقُ يااللهُ، ياصَدُوقُ يااللهُ، يادَيَّانُ يااللهُ، ياباقِي يااللهُ، ياواقِي يااللهُ، ياذا الجَلالِ يااللهُ، ياذا الاِكْرامِ يااللهُ، يامَحْمُودُ يااللهُ، يامَعْبُودُ يااللهُ، ياصانِعُ يااللهُ، يامُعِينُ يااللهُ، يامُكَوِّنُ يااللهُ، يافَعَّالُ يااللهُ، يالَطِيفُ يااللهُ، ياغَفُورُ ياالله ، ياشَكُورُ يااللهُ، يانُورُ يااللهُ، ياقَدِيرُ يااللهُ، يارَبَّاهُ يااللهُ، يارَبَّاهُ يااللهُ، يارَبَّاه يااللهُ، يارَبَّاهُ يااللهُ، يارَبَّاهُ يااللهُ، يارَبَّاهُ يااللهُ، يارَبَّاهُ يااللهُ، يارَبَّاهُ يااللهُ، يارَبَّاهُ يااللهُ، يارَبَّاه يااللهُ،
أَسأَلُكَ أَنْ تُصَلِّي عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَتَمُنَّ
عَلَيَّ بِرِضاكَ، وَتَعْفُو عَنِّي بِحِلْمِكَ، وَتُوَسِّعَ عَلَيَّ مِنْ
رِزْقِكَ الحَلالِ الطَّيِّبِ وَمِنْ حَيْثُ أَحْتَسِبُ وَمِنْ حَيْثُ لا
أَحْتَسِبُ فَإِنِّي عَبْدُكَ لَيْسَ لِي أَحَدٌ سِواكَ، وَلا أَحَدٌ
أَسْأَلُهُ غَيْرُكَ ياأَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ، ما شاءَ الله لا قُوَّةَ إِلاّ بِالله العَلِيِّ العَظِيمِ ».
ثم تسجد وتقول: « يااللهُ، يااللهُ، يااللهُ،
يارَبُّ يارَبُّ يارَبُّ، يامُنْزِلَ البَرَكاتِ بِكَ تُنْزَلُ كُلُّ
حاجَةٍ أَسْأَلُكَ بِكُلِّ اسْمٍ فِي مَخْزُونِ الغَيْبِ عِنْدَكَ
وَالاَسَّماء المَشْهُورَةِ عِنْدَكَ المَكْتُوبَةِ عَلى سُرادِقِ عَرْشِكَ
أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وأَنْ تَقْبَلَ مِنِّي
شَهْرَ رَمَضانَ وَتَكْتُبَنِي مِنَ الوافِدِينَ إِلى بَيْتِكَ الحَرامِ
وَتَصْفَحَ لِي عَنِ الذُّنُوبِ العِظامِ وَتَسْتَخْرِجَ يارَبِّ كُنُوزَكَ
يارَحْمنُ ».
التاسع: يصلّي أربع عَشرة ركعة يقرأ في كُل ركعة <الحَمد> وآية <الكرسي> وثلاث مرات سورة <قل هُوَ الله احد> ليكون لَهُ بكل ركعة عبادة أربعين سنة وعبادة كُل من صام وصلّى في هذا الشّهر.
العاشر: قالَ الشَيخ في المصباح اغتسل في آخر الليل واجلس في مصّلاك الى طلوع الفَجر.
اليَوم الأوّل
يَوم عيد الفطر، وأعمالهُ عديدة:
الأول: أن تكّبر بَعد صلاة الصبح وبَعد صلاة العيد بما مّر من التكبيرات في لَيلَة العيد بَعد الفَريضَة.
الثاني: أن تدعو بَعد فريضة الصبح بما رواه السيّد رض مِن دعاء: « اللَّهمَّ إِنِّي تَوَجَّهْتُ إِلَيْكَ بِمُحَمَّدٍ أَمامِي... الخ». وقَد أورد الشَيخ هذا الدُّعاء بَعد صلاة العيد.
الثالث:
اخراج زكاة الفطرة صاعاً عَن كُل نسمة قَبلَ صلاة العيد عَلى التفصيل
المبين في الكتب الفقهية واعلم أن زكاة الفطرة مِن الواجبات المؤكدة وهِيَ
شرط في قَبول صيام شَهر رَمَضان وهِيَ أمان عَن الموت الى السنة القابلة
وقَد قّدم الله تَعالى ذكرها على الصلاة في الآية الكريمة: [size=16]﴿ قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى * وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى ﴾.
الرابع: الغسل، والاحسن أن يغتسل مِن النهر
اذا تمكّن ووقت الغسل مِن الفَجر الى حين اداء صلاة العيد كما قالَ الشيخ
وفي الحديث ليكن غسلك تَحتَ الظلال او تَحتَ حائط فأذا هممت بذلِكَ فقل:« اللَّهُمَّ إِيْماناً بِكَ وَتَصْدِيقاً بِكِتابِكَ وَاتِّباعَ سُنَّةِ نَبِيِّكَ مُحَمَّدٍ صَلّى الله عَلَيْهِ وَآلِهِ ». ثم سّم باسم الله واغتسل فإذا فرغت مِن الغسل فقل: « اللَّهمَّ اجْعَلْهُ كُفَّارَةً لِذُنُوبِي، وَطَهِّرْ دِيْنِي. اللَّهمَّ اذْهِبْ عَنِّي الدَّنَسَ ».
الخامس: تحسين الثياب واستعمال الطّيب والاصحار في غير مكة للصلاة تَحتَ السّماء.
السادس: الافطار أول النَّهار قَبلَ صلاة
العيد والافضل أن يفطر عَلى التمر أو عَلى شَيٍ مِن الحلوى. وقالَ الشَيخ
المفيد يُستَحب أن يبتلع شيئاً مِن تربة الحسين (عليه السلام) فأنها شفاء
من كل داء.
السابع:
أن لا تخرج لصلاة العيد إِلاّ بَعد طلوع الشمس وأن تدعو بما رواه السيّد
في (الاقبال) مِن الدّعوات منها مارواه عَن أبي حمزة الثمالي عَن الباقر
(عليه السلام) قالَ: أدع في العيدين والجمعة إذا تهيأت للخروج بهذا
الدُّعاء:
« اللَّهُمَّ مَنْ تَهيَّأَ فِي هذا اليَوْمِ أَوْ
تَعَبَّأ أَوْ أَعَدَّ وَاسْتَعَدَّ لِوِفادَةٍ إِلى مَخْلُوقٍ رَجاءَ
رِفْدِهِ وَنَوافِلِهِ وَفَواضِلِهِ وَعطاياهُ فَإِنَّ إِلَيْكَ ياسَيِّدِي
تَهْيِئَتِي وَتَعْبِئَتِي وَإِعْدادِي وَاسْتِعْدادِي رَجاءَ رَفْدِكَ
وَجَوائِزِكَ وَنَوافِلِكَ وَفَواضِلِكَ وَفَضائِلِكَ وَعَطاياكَ وَقَدْ
غَدَوْتُ إِلى عِيْدٍ مِنْ أَعْيادِ اُمَّةِ نَبِيِّكَ مُحَمَّدٍ صَلَواتُ الله
عَلَيْهِ وَعَلى آلِهِ وَلَمْ أَفِدْ إِلَيْكَ اليَوْمَ بِعَمَلٍ صالِحٍ
أَثِقُ بِهِ قَدَّمْتُهُ، وَلا تَوَجَّهْتُ بِمَخْلُوقٍ أَمَّتُه، وَلكِنْ
أَتَيْتُكَ خاضِعاً مُقِرّاً بِذُنُوبِي وَإِسآَتِي إِلى نَفْسِي،
فَياعَظِيمُ ياعَظِيمُ ياعَظِيمُ إِغْفِرْ لِيَ العَظِيمَ مِنْ ذُنُوبِي،
فَإِنَّهُ لا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ العِظامَ إِلاّ أَنْتَ يالا إِلهَ إِلاّ
أَنْتَ ياأَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ ».
الثامِن: صلاة العيد: وهِيَ ركعتان يقرأ في الأوّلى الحَمد وسورة الاعَلى ويكبّر بَعد القراءة خمس تكبيرات وتقنت بَعد كُل تكبيرة فتقول:
« اللَّهُمَّ أَهْلَ الكَبْرِياءِ وَالعَظَمَةِ،
وَأَهْلَ الجُودِ وَالجَبَرُوتِ، وَأَهْلَ العَفْوِ وَالرَّحْمَةِ،
وَأَهْلَ التَّقوى وَالمَغْفِرَةِ، أَسْأَلُكَ بِحَقِّ هذا اليَوْمِ
الَّذِي جَعَلْتَهُ لِلْمُسْلِمِينَ عِيْداً، وَلِمُحَمَّدٍ صَلّى الله
عَلَيْهِ وَآلِهِ ذُخْراً وَمَزِيداً، أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ
وَآلِ مُحَمّدٍ، وَأَنْ تُدْخِلَنِي فِي كُلِّ خَيْرٍ أَدْخَلْتَ فِيْهِ
مُحَمَّداً وَآلَ مُحَمَّدٍ، وَأَنْ تُخْرِجَنِي مِنْ كُلِّ سُوءٍ
أَخْرَجْتَ مِنْهُ مُحَمَّداً وَآلَ مُحَمَّدٍ صَلَواتُكَ عَلَيْهِ
وَعَلَيْهِمْ . اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ خَيْرَ ما سَأَلَكَ عِبادُكَ
الصَّالِحُونَ، وَأَعُوذُ بِكَ مِمّا اسْتَعاذَ مِنْهُ عِبادُكَ
الصَّالِحُونَ» .
ثّم تكبّر السّادِسَة وتركع وتسجد ثم تنهض للركعة الثّانِيَة فتقرأ فيها
بَعد <الحَمد> سورة <الشمس> ثم تكبّر أربع تكبيرات تقنت بَعد
كُل تكبيرة وتقرأ في القنوت مامر فإذا فرغت كبّرت الخامِسَة فركعت واتممت
الصلاة وسبّحت بَعد الصلاة تسبيح الزهراء(عليها السلام).
خطبة عيد الفطر
يخطب بها إمام الجماعة بعد صلاة العيد، وهي على ما رواها الصّدوق في كتاب
من لا يحضره الفقيه عن أمير المؤمنين (عليه السلام) كما يلي:
« الحَمْدُ للهِ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ
وَالأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُماتِ وَالنُّورَ ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُوا
بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ، لا نُشْرِكُ بِالله
شيئاً وَلا نَتَّخِذُ مِنْ دُونِهِ وَليّا وَالحَمْدُ للهِ الَّذِي لَهُ
ما فِي السّماواتِ وَما فِي الأَرْضِ وَلَهُ الحَمْدُ فِي الآخرةِ وَهُوَ
الحَكِيمُ الخَبِيرُ، يَعْلَمُ ما يَلِجُ فِي الأَرْضِ وَما يَخْرُجُ
مِنْها وَما يَنْزِلُ مِنَ السَّماء وَما يَعْرُجُ فِيها وَهُوَ الرَّحِيمُ
الغَفُورُ، كذلِكَ الله لا إِلهَ إِلاّ هُوَ
إِلَيْهِ المَصِيرُ وَالحَمْدُ للهِ الَّذِي يُمْسِكُ السَّماء أَنْ
تَقَعَ عَلى الأَرْضِ إِلاّ بِإِذْنِهِ، إِنَّ الله
بِالنّاسِ لَرَؤُفٌ رَحِيمٌ. اللَّهُمَّ ارْحَمْنا بِرَحْمَتِكَ
وَاعْمُمْنا بِمَغْفِرَتِكَ إِنَّكَ أَنْتَ العَلِيُّ الكَبِيرُ،
وَالحَمْدُ للهِ الَّذِي لا مَقْنُوطٌ مِنْ رَحْمَتِهِ وَلا مَخْلُوُّ مِنْ
نِعْمَتِهِ وَلا مُؤْيَسٌ مِنْ رَوْحِهِ وَلا مُسْتَنْكَفُ عَنْ
عِبادَتِهِ ، بِكَلِمَتِهِ قامَتِ السَّماواتِ السَّبْعُ وَاسْتَقَرَّتْ
الأَرْضُ المِهادُ وَثَبَتَتِ الجِبالُ الرَّواسِي وَجَرَتِ الرِّياحُ
اللَّواقِحُ وَسارَ فِي جَوِّ السَّماء السَّحابُ وَقامَتْ عَلى حُدُودِها
البِحارُ وَهُوَ إِلهٌ لَها، وَقاهِرٌ يَذِلُّ لَهُ المُتَعَزِّزُونَ
وَيَتَضأَلُ لَهُ المُتَكَبِّرُونَ وَيَدِينُ لَهُ طَوْعاً وَكَرْهاً
العالَمُونَ.
نَحْمَدُهُ كَما حَمَدَ نَفْسَهُ وَكَما هُوَ أَهْلُهُ وَنَسْتَعِينُهُ
وَنَسْتَغْفِرُهُ وَنَسْتَهْدِيهِ، وَنَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلاّ الله
وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ يَعْلَمُ ما تُخْفِي النُّفُوسُ وَما تُجِنُّ
البِحارُ وَما تُوارِي مِنْهُ ظُلْمَةٌ وَلا تَغِيبُ عَنْهُ غائِبَةٌ وَما
تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ مِنْ شَجَرَةٍ وَلا حَبَّةٍ فِي ظُلْمَةٍ إِلاّ
يَعْلَمُها، لا إِلهَ إِلاّ هُوَ وَلا رَطَبٍ وَلا يابِسٍ إِلاّ فِي كِتابٍ
مُبِينٍ وَيَعْلَمُ ما يَعْمَلُ العامِلُونَ وَأيَّ مَجْرىً يَجْرُونَ
وَإِلى أَيِّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ وَنَسْتَهْدِي الله
بِالهُدى، وَنَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَنَبِيُّهُ وَرَسُولُهُ
إِلى خَلْقِهِ وَأَمِينُهُ عَلى وَحْيِهِ وَأَنَّهُ قَدْ بَلَّغَ رِسالاتِ
رَبِّهِ وَجاهَدَ فِي الله الحائِدِينَ عَنْهُ العادِلِينَ بِهِ، وَعَبَدَ الله حَتّى أَتاهُ اليَّقِينُ صَلّى الله عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ.
أُوصِيكُمْ بِتَقْوى الله الَّذِي لا
تَبْرَحُ مِنْهُ نِعْمَةٌ وَلا تَنْفَذُ مِنْهُ رَحْمَةٌ وَلا يَسْتَغْنِي
العِبادُ عَنْهُ وَلا يَجْزِي أَنْعُمَهُ الاَعْمالُ الَّذِي رَغَّبَ فِي
التَّقْوى وَزَهَّدَ فِي الدُّنْيا وَحَذَّرَ المَعاصِي وَتَعَزَّزَ
بِالبَقاءِ وَذَلَّلَ خَلْقَهُ بِالمَوْتِ وَالفَناءِ، وَالمَوْتُ غايَةُ
المَخْلُوقِينَ وَسَبِيلُ العالَمِينَ وَمَعْقُودٌ بِنَواصِي الباقِينَ لا
يُعْجِزُهُ إِباقُ الهارِبِينَ وَعِنْدَ حُلُولِهِ يَأْسِرُ أَهْلَ الهَوى،
يَهْدِمُ كُلَّ لَذَّةٍ وَيُزِيلُ كُلَّ نِعْمَةٍ وَيَقْطَعُ كُلَّ
بَهْجَةٍ وَالدُّنْيا دارٌ كَتَبَ الله لَها
الفَناءِ وَلاِ هْلِها مِنْها الجَلاَء فَأَكْثَرُهُمْ يَنْوِي بَقائها
وَيُعَظِّمُ بِنائَها وَهِيَ حُلْوَةٌ خَضِرَةٌ قَدْ عُجِّلَتْ
لِلْطَّالِبِ وَالتَبَسَتْ بِقَلْبِ النَّاظِرِ، وَيُضْنِي ذو الثَّرْوَةِ
الضَّعِيفَ وَيَجْتَويها الخائِفُ الوَجِلُ ؛ فَارْتَحِلُوا مِنْها
يَرْحَمُكُمُ الله بِأَحْسَنِ
مابِحَضْرَتِكُمْ وَلا تَطْلُبُوا مِنْها أَكْثَرَ مِنْ القَلِيلِ وَلا
تَسْأَلُوا مِنْها فَوْقَ الكَفافِ، وَارْضَوْا مِنْها بِاليَسِيرِ وَلا
تَمُدُّنَّ أَعْيُنَكُمْ مِنْها إِلى ما مُتِّعَ المُتْرَفُونَ بِهِ
وَاسْتَهِينُوا بِها وَلا تُوَطِّنُوها، وَأَضِرُّوا بِأَنْفُسِكُمْ فِيها
وَإِيّاكُمْ وَالتَّنَعُّمَ وَالتَّلَهِّي وَالفاكِهاتِ فَإِنَّ فِي ذلِكَ
غَفْلَةً وَاغْتِراراً. أَلا أَنَّ الدُّنْيا قَدْ تَنَكَّرَتْ
وَأَدْبَرَتْ وَاحْلَوْلَتْ وَآذَنَتْ بِوَداعٍ ؟ أَلا وَإِنَّ الآخرةَ
قَدْ رَحَلَتْ فَأَقْبَلَتْ وَأَشْرَفَتْ وَآذَنَتْ بِاطِّلاعٍ ؟ أَلا
وَإِنَّ المِضْمارَ اليَوْمَ وَالسِّباقَ غَداً ؟ أَلا وَإِنَّ السُّبْقَةَ
الجَنَّةَ وَالغايَةَ النَّارُ ؟ أَلا أَفَلا تائِبٌ مِنْ خَطِيئَتِهِ
قَبْلَ يَوْمِ مَنِيَّتِهِ ؟ أَلا عامِلٌ لِنَفْسِهِ قَبْلَ يَوْمِ
بُؤْسِهِ وَفَقْرِهِ ؟! جَعَلَنا الله وَإِيَّاكُمْ مِمَّنْ يَخافُهُ وَيَرْجُو ثَوابَهُ ؟ أَلا إِنَّ هذا اليَوْمَ يَوْمٌ جَعَلَهُ الله لَكُمْ عِيداً وَجَعَلَكُمْ لَهُ أهْلا فَاذْكُرُوا الله
يَذْكُرْكُمْ وَادْعُوهُ يَسْتَجِبْ لَكُمْ، وَأَدُّوا فِطْرَتَكُمْ
فَإِنَّها سُنَّةُ نِبِيِّكُمْ وَفَرِيضَةٌ وَاجِبَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ،
فَلْيُؤَدِّها كُلُّ امْرِيٍ مِنْكُمْ عَنْ نَفْسِهِ وَعَنْ عِيالِهِ
كُلِّهِمْ ذَكَرِهِمْ وَاُنْثاهُمْ وَصَغِيرِهِمْ وَكَبِيرِهِمْ
وَحُرِّهِمْ وَمَمْلُوكِهِمْ عَنْ كُلِّ إِنْسانٍ مِنْهُمْ صاعاً مِنْ
بُرٍّ أَوْ صاعاً مِنْ تَمْرٍ أَوْ صاعاً مِنْ شَعِيرٍ. وَأَطِيعُوا الله
فِيما فَرَضَ عَلَيْكُمْ وَأَمَرَكُمْ بِهِ مِنْ إِقامِ الصَّلاةَ
وَإِيْتاءِ الزَّكاةِ وَحَجِّ البَيْتِ وَصَوْمِ شَهْرِ رَمَضانَ
وَالاَمْرِ بِالمَعْرُوفِ وَالنَّهِيِ عَنِ المُنْكَرِ وَالاِحْسانِ إِلى
نِسائِكُمْ وَمامَلَكَتْ أَيْمانُكُمْ، وَأَطِيعُوا الله
فِيما نَهاكُمْ عَنْهُ مِنْ قَذْفِ المُحْصَنَةِ وَإِتْيانِ الفاحِشَةِ
وَشُرْبِ الخَمْرِ وَبَخْسِ المِكْيالِ وَنَقْصِ المِيزانِ وَشَهادَةِ
الزُّورِ وَالفَرارِ مِنَ الزَّحْفِ عَصَمَنا الله
وَإِيَّاكُمْ بِالتَّقْوى وَجَعَلَ الآخرةَ خَيْراً لَنا وَلَكُمْ مِنَ
الأوّلى، إِنَّ أَحْسَنَ الحَدِيثِ وَأَبْلَغَ مَوْعِظَةِ المُتَّقِينَ
كِتابُ الله العَزِيزِ الحَكِيمِ، أَعُوذُ بِالله مِنَ الشَّيْطانِ الرَّجِيمِ بِسْمِ الله الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ قُلْ هُوَ الله أَحَدٌ الله الصَّمَدُ لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفْوا أَحَدٌ ».
ثم يجلس إذا فرغ من هذه الخطبة جلسة قصيرة ثم ينهض للخطبة الثانية وهي
ماكان يخطب بها أمير المؤمنين(عليه السلام) يوم الجمعة بعد الجلوس الذي
يعقب الخطبة الأوّلى، وهي كما يلي:
« الحَمْدُ للهِ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنُؤْمِنُ بِهِ وَنَتَوَكَّلُ عَلَيْهِ، وَنَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلاّ الله وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ وَأَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ صَلَواتُ الله
وَسَلامُهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَمَغْفِرَتُهُ وَرِضْوانُهُ، اللَّهُمَّ
صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ عَبْدِكَ وَرَسُولِكَ وَنَبِيِّكَ صَلاةً نامِيَةً
زاكِيَةً تَرْفَعُ بِها دَرَجَتَهُ وَتُبَيِّنَ بِها فَضْلَهُ وَصَلِّ عَلى
مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَبارِكْ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ كَما
صَلَّيْتَ وَبارَكْتَ وَتَرَحَّمْتَ عَلى إِبْراهِيمَ وَآلِ إِبْراهِيمَ
إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ ، اللَّهُمَّ عَذِّبْ كَفَرَةَ أَهْلِ الكِتابِ
الَّذِينَ يَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِكَ وَيَجْحَدُونَ آياتِكَ وَيُكَذِّبُونَ
رُسُلَكَ، اللَّهُمَّ خالِفْ بَيْنَ كَلِمَتِهِمْ وَألْقِ الرُّعْبَ فِي
قُلُوبِهِمْ وَأَنْزِلْ عَلَيْهِمْ رَجْزَكَ وَنَقِمَتَكَ وَبَأْسَكَ
الَّذِي لا تَرُدُّهُ عَنِ القَوْمِ المُجْرِمِينَ، اللَّهُمَّ انْصُرْ
جُيُوشَ المُسْلِمِينَ وَسَراياهُمْ وَمُرابِطِيهِمْ فِي مَشارِقِ الأَرْضِ
وَمَغارِبِها إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيٍْ قَدِيرٌ، اللَّهُمَّ اغْفِرْ
لِلْمُؤْمِنِينَ والمُؤْمِناتِ وَالمُسْلِمِينَ وَالمُسْلِماتِ، اللَّهُمَّ
اجْعَلْ التَّقْوى زادَهُمْ وَالاِيمانَ وَالحِكْمَةَ فِي قُلُوبِهِمْ
وَأَوْزِعْهُمْ أَنْ يَشْكُرُوا نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ
وَأَنْ يُوفُوا بِعَهْدِكَ الَّذِي عاهَدْتَهُمْ عَلَيْهِ إِلهَ الحَقِّ
وَخالِقَ الخَلْقِ، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِمَنْ تُوُفِّيَ مِنَ
المُؤْمِنِينَ وَالمُؤْمِناتِ وَالمُسْلِمِينَ وَالمُسْلِماتِ وَلِمَنْ
هُوَ لاحِقٌ بِهِمْ مِنْ بَعْدِهِمْ مِنْهُمْ إِنَّكَ أَنْتَ العَزِيزُ
الحَكِيمُ إِنَّ الله يَأْمُرُ بِالعَدْلِ
وَالاِحْسانِ وَإِيْتاءِ ذِي القُرْبى وَيَنْهى عَنِ الفَحْشاءِ
وَالمُنْكَرِ وَالبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ، اُذْكُرُوا الله يَذْكُرْكُمْ فَإِنَّهُ ذاكِرٌ لِمَنْ ذَكَرَهُ وَاسْأَلُوا الله
مِنْ رَحْمَتِهِ وَفَضْلِهِ فَإِنَّهُ لا يَخِيبُ عَلَيْهِ داعٍ دَعاهُ
رَبَّنا آتِنا فِي الدُّنْيا حَسَنَةً وَفِي الآخرةِ حَسَنَةً وَقِنا
عَذابَ النَّار ».
وقَد وردت دعوات كثيرة بَعد صلاة العيد ولعل أحسنها هُوَ الدُّعاء السادس
والأَرْبعون مِن الصحيفة الكاملة ويُستَحب أن يبرز في صلاة العيد تَحتَ
السماء وأن يصلي عَلى الأَرْض مِن دون بساط ولا بارية وأن يرجع عن المصلي
مِن غير الطريق الَّذي ذَهَبَ مِنهُ وأن يدعو لاخوانه المؤمنين بقبول
أعمالهم.
التاسع: أن يزور الحسين(عليه السلام).
العاشر: قراءة دعاء الندبة وسيأتي إن شاء الله تَعالى.وقالَ السيّد ابن طاووس (رض) اسجد إذا فرغت مِن الدُّعاء فقل: « أَعُوذُ بِكَ مِنْ نارٍ حَرُّها لايُطْفاء، وَجَدِيدُها لا يُبْلى، وَعَطْشانُها لايُرْوى ». ثم ضع خدك الايمن عَلى الأَرْض وَقُلْ: «
إِلهِي لا تُقَلِّبْ وَجْهِي فِي النَّارِ بَعْدَ سُجُودِي وَتَعْفِيرِي
لَكَ بِغَيْرِ مَنٍّ مِنِّي عَلَيْكَ بَلْ لَكَ المَنُّ عَلَيَّ ». ثم ضع خدك الايسر عَلى الأَرْض وَقُلْ: « ارْحَمْ مَنْ أَساءَ وَاقْتَرَفَ وَاسْتَكانَ وَاعْتَرَفَ ».
ثم عد الى السجود وَقُلْ: « إِنْ كُنْتُ بِئْسَ
العَبْدُ فَأَنْتَ نِعْمَ الرَّبُّ، عَظُمَ الذَّنْبُ مِنْ عَبْدِكَ
فَلْيَحْسُنِ العَفْوُ مِنْ عِنْدِكَ يا كَرِيمُ ».
ثم قل: « العَفْوَ العَفْوَ ». مائةَ مرةٍ.
ثم قالَ السيّد ولا تقطع يومكَ هذا باللعب والاهمال وأنت لاتعلم أمردود أم
مقبول الاعمال فان رجوت القَبول فقابل ذلِكَ بالشكر الجميل وإن خفت الرد
فكن أسير الحزن الطويل.
اليَوم الخامس والعِشرون
فيهِ عَلى بعض الاقوال توفي الإمام جعفر بن مُحَمَّد الصادق (عليه السلام)
في سنة مائةَ وثماني واربعين وقَد ارتأى البعض أنَّ وفاته كانَت في النصف
مِن رجب وكانَ سَبَب وفاته سمّا دس لَهُ في العنب.وَروي أنه (عليه السلام)
حينما حضرته الوفاة فتح عينيه وقالَ: اجمعوا لي الاقارَب فلمّا اجتمعوا
كلّهم نظر إليهم وقالَ: لايبلغ شفاعتنا من استخف بصلاته ولَمْ يهتم بها
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق