قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) لعلي في حجة الوداع : " . . . من
كنت مولاه فهذا علي مولاه ، اللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه ، وانصر من
نصره ، واخذل من خذله ، وأدر الحق معه حيثما دار ، اللهم هل بلغت " .
قبل أن نعرض العديد من أحاديث الغدير التي رواها جهابذة أهل السنة وحفاظهم نشير
إلى نبذة مما يقوله بعض الباحثين ، بل بعض الجاهلين بأصول البحث العلمي ،
والأمانة العلمية . إنكارا منهم لما ثبت عن صاحب الشريعة صلوات الله عليه إما
حقدا منهم ، أو تعصبا يعمي البصيرة ، فلا يرون إلا ما تملي
عليهم العصبية البغيضة ظنا منهم أن ذلك يخفي الأثر الذي جاء عن سيد البشر في
خلافة علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) وكان من المفروض عدم الطعن في هذه
الأحاديث وعدم تكذيبها
لأن الطعن بها طعن بصاحب الشريعة ( صلى الله عليه وآله وسلم )
وطعن بكل من رواها وصححها من علماء أهل السنة وإليك نبذة
منها :
يقول ابن حزم الأندلسي في فصله :
" وأما من كنت مولاه فعلي مولاه ، فلا يصح عن طريق الثقات أصلا " وأما
سائر الأحاديث التي تتعلق بها الرافضة فموضوعة يعرف ذلك من له أدنى علم
بالأخبار ونقلتها . . . " ( 1 ) .
ويقول الشيخ محمد أبو زهرة . " ويستدلون - أي
الشيعة - على تعيين علي رضي الله عنه بالذات ببعض آثار عن النبي ( صلى الله
عليه وآله وسلم ) يعتقدون صدقها . وصحة
* هامش * | ||
( 1 ) ابن حزم : الفصل - ج 4 - ص 148 . ( * ) |
سندها ، مثل : " من كنت مولاه فعلي مولاه ، اللهم وال من
والاه ، وعاد من عاداه " . . . ومخالفوهم يشكون في نسبة هذه الأخبار إلى الرسول
( صلى الله عليه وآله وسلم ) . . . " ( 1 )
ولهذا يقول أحمد أمين في ضحى الإسلام : " ونظم -
أي السيد الحميري - حادثة غدير خم وهي ما تزعمه الشيعة من أن النبي ( صلى الله
عليه وآله وسلم ) يوم غدير خم أخذ بيد علي وقال من كنت مولاه فعلي مولاه . . .
" ( 2 ) .
وأما الكاتب الباكستاني إحسان إلهي ظهير فيقول :
" ترويج العقيدة اليهودية بين المسلمين ، ألا وهي عقيدة الوصاية والولاية التي
لم يأت بها القرآن ولا السنة الصحيحة الثابتة ، بل اختلقها اليهود من وصاية
يوشع بن نون لموسى ، ونشروها بين المسلمين باسم وصاية علي لرسول الله كذبا
وزورا وبهتانا ، كي يتمكنوا من زرع بذور الفساد فيهم . . . " ( 3 ) .
أقول :
ليت هؤلاء وغيرهم لم يتعرضوا لأحاديث رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم )
بالتكذيب والبهتان ، وما الغاية من ذلك سوى بذر الحقد في نفوس المسلمين ، وزرع
الشقاق فيما بينهم وتفريق كلمتهم ، فالعقيدة اليهودية التي يدعيها الأستاذ
إحسان ظهير وغيره والتي اختلقوها ونشروها بين المسلمين باسم وصاية علي لرسول
الله ( عليه السلام ) كي يتمكنوا من زرع بذور الفساد فيهم ، فالباذر لها هو
رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) - كما سوف يتضح - وعلى هذا فرسول الله
صلى الله عليه وآله وسلم ) أول من زرع بذور الفساد في الإسلام . لأنه قال
( صلى الله عليه وآله وسلم ) بالوصاية لعلي . نعوذ بالله من شطحات الشياطين .
إن مجرد الادعاء من هؤلاء بوجود شكوك ، وتأويلات أو تكذيب لهذا الحديث يؤدي إلى
إمكانية الصفح عنه والتخلي من متابعة الحقائق على ضوئه . ومن هنا فإن علماء أهل
السنة ومفكريهم يقولون بأن الواجب يفرض عليهم مواصلة البحث عن أية حقيقة وعرضها
بصورة سليمة . وهم مسؤولون عن مثل هذه المتابعة دون العامة من الناس ( 4 ) .
ومن الأمثلة على محاولة التأويل والتشكيك لحديث الغدير ، كلمة
الدكتور في نص المحاضرة ، حيث حاول صرف هذا الحديث عن موقعه ، وكذلك ابن
حجر الهيثمي في صواعقه المحرقة " إن حديث الغدير صحيح لا مرية فيه وقد أخرجه
جماعة - كالترمذي والنسائي وأحمد وطرقه كثيرة جدا ، ومن ثم
رواه ستة عشر صحابيا وشهدوا به لعلي لما نوزع أيام خلافته . . . وكثير من
أسانيدها صحاح وحسان ولا التفات لمن قدح في صحته ولا لمن رده " ( 1 )
ولكن ابن حجر يسرع بالإمساك بمبدأ التأويل والإجماع ويقرر أنه
: يتعين تأويله - حديث الغدير -على ولاية خاصة . . .على أنه وإن لم يحميك
التأويل، فالإجماع على حقية ولاية أبي بكر وفرعيها قاض بالقطع بحقيتها لأبي بكر
وبطلانها لعلي " ( 2 )
وقد فات ابن حجر أن الإجماع لا مورد له مع وجود النص خصوصا إن
كان النص لا يحتمل التأويل وإلا كان الإجماع مخالفا له وهو مشاقة لله ورسوله (
صلى الله عليه وآله وسلم ) .
وسوف نذكر العديد من النصوص والروايات التي وردت
من طرق أهل السنة وحفاظهم ، والتي نفى وجودها ابن حزم الأندلسي ، وابن خلدون
وغيرهما ، وأن جهابذة علماء أهل السنة ورواتهم لا يعرفون مثل هذه الآحاد ، ليرى
المنصف الغيور
على الإسلام قيمة هؤلاء الكتاب ، ومدى أمانتهم العلمية في نقل
الأخبار عن صاحب الرسالة ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، ومدى محاولاتهم في
تغيير الحقائق ، وتكذيب ما ورد عن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) بأسانيد
صحيحة ، وروايات فصيحة ، لا تقبل الشك والتأويل وإليك
نبذة منها :
يقول سبط بن الجوزي : " اتفق علماء أهل السير على
أن قصة الغدير كانت بعد رجوع النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) من حجة الوداع
في الثامن عشر من ذي الحجة جمع الصحابة وكانوا مائة وعشرين ألفا وقال : من كنت
مولاه فعلي مولاه . . . الحديث . نص ( صلى الله عليه وآله وسلم ) على ذلك بصريح
العبارة دون التلويح والإشارة .
وذكر أبو إسحق الثعلبي في تفسيره بإسناده أن
النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) لما قال ذلك طار في الأقطار وشاع في البلاد
والأمصار ، فبلغ ذلك الحرث بن النعمان
|
|
|
|
|
|
|
|
|
* هامش * | ||
( 1 ) ( 2 ) ابن حجر الهيثمي : الصواعق المحرقة - ص 42 - 44 . ( * ) |
الفهري فأتاه على ناقة فأنافها على باب المسجد ثم عقلها ،
وجاء فدخل المسجد فجثا بين يدي رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فقال :
يا محمد ، إنك أمرت نا أن نشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله فقبلنا منك
ذلك . . . ثم لم ترض بهذا حتى
رفعت بضبعي ابن عمك وفضلته على الناس ، وقلت من كنت مولاه
فعلي مولاه ، فهذا شئ منك أو من الله ، فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله
وسلم ) وقد احمرت عيناه ، والله الذي لا إله إلا هو إنه من الله وليس مني ،
قالها ثلاثا . . . " ( 1 ) .
أقول : إذا كان هذا هو مآل بعض صحابة رسول الله (
صلى الله عليه وآله وسلم ) وخوفهم من الإمام علي ( عليه السلام ) في حياة النبي
( صلى الله عليه وآله وسلم ) وأمام ناظريه ، فما بالك بالدكتور البوطي وابن
خلدون ، وابن حزم ، وإحسان
ظهير : وأبو زهرة ، والدكتور أحمد شلبي ، وغير هؤلاء من الذين
أنكروا تلك النصوص ، وصرفوها عن محلها بتأويلات واهية ، فالإمام مسلم ليس من
الثقات عند ابن حزم ، لأنه خرج حديث الغدير في صحيحه .
ومن الذين لا تقبل رواياتهم ، والحافظ النسائي أحد أصحاب الصحاح ليس من الثقات
، وغير هؤلاء من جهابذة علماء أهل السنة الذين أخرجوا حديث الغدير وغيره ، ولكن
ابن حزم وابن خلدون وغيرهما ، يحاولون إنكار الضرورات من دين رسول الله ( صلى
الله عليه وآله وسلم )
يقول الإمام مسلم في صحيحه : "
وعن زيد بن أرقم قال : قام رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يوما فينا
خطيبا بماء يدعى " خما " بين مكة والمدينة فحمد الله ووعظ وذكر ، ثم قال : أما
بعد ألا أيها الناس فإنما أنا بشر يوشك أن يأتي رسول ربي فأجيب ، وأنا تارك
فيكم ثقلين أولهما كتاب الله . . . ثم قال وأهل بيتي . . . " ( 2 ) ولهذا يقول
ابن حجر كما تقدم - " إن حديث الغدير صحيح لا مرية فيه ، ولا يلتفت لمن قدح في
صحته ولا لمن رده " .
وأخرج الحافظ النسائي في الخصائص : عن زيد بن
أرقم قال : لما رجع النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) من حجة الوداع ونزل غدير
خم أمر بدوحات فقممن ثم قال : كأني دعيت فأجبت وإني تارك فيكم الثقلين ، أحدهما
أعظم من الآخر ،
وجاء فدخل المسجد فجثا بين يدي رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فقال :
يا محمد ، إنك أمرت نا أن نشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله فقبلنا منك
ذلك . . . ثم لم ترض بهذا حتى
رفعت بضبعي ابن عمك وفضلته على الناس ، وقلت من كنت مولاه
فعلي مولاه ، فهذا شئ منك أو من الله ، فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله
وسلم ) وقد احمرت عيناه ، والله الذي لا إله إلا هو إنه من الله وليس مني ،
قالها ثلاثا . . . " ( 1 ) .
أقول : إذا كان هذا هو مآل بعض صحابة رسول الله (
صلى الله عليه وآله وسلم ) وخوفهم من الإمام علي ( عليه السلام ) في حياة النبي
( صلى الله عليه وآله وسلم ) وأمام ناظريه ، فما بالك بالدكتور البوطي وابن
خلدون ، وابن حزم ، وإحسان
ظهير : وأبو زهرة ، والدكتور أحمد شلبي ، وغير هؤلاء من الذين
أنكروا تلك النصوص ، وصرفوها عن محلها بتأويلات واهية ، فالإمام مسلم ليس من
الثقات عند ابن حزم ، لأنه خرج حديث الغدير في صحيحه .
ومن الذين لا تقبل رواياتهم ، والحافظ النسائي أحد أصحاب الصحاح ليس من الثقات
، وغير هؤلاء من جهابذة علماء أهل السنة الذين أخرجوا حديث الغدير وغيره ، ولكن
ابن حزم وابن خلدون وغيرهما ، يحاولون إنكار الضرورات من دين رسول الله ( صلى
الله عليه وآله وسلم )
يقول الإمام مسلم في صحيحه : "
وعن زيد بن أرقم قال : قام رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يوما فينا
خطيبا بماء يدعى " خما " بين مكة والمدينة فحمد الله ووعظ وذكر ، ثم قال : أما
بعد ألا أيها الناس فإنما أنا بشر يوشك أن يأتي رسول ربي فأجيب ، وأنا تارك
فيكم ثقلين أولهما كتاب الله . . . ثم قال وأهل بيتي . . . " ( 2 ) ولهذا يقول
ابن حجر كما تقدم - " إن حديث الغدير صحيح لا مرية فيه ، ولا يلتفت لمن قدح في
صحته ولا لمن رده " .
وأخرج الحافظ النسائي في الخصائص : عن زيد بن
أرقم قال : لما رجع النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) من حجة الوداع ونزل غدير
خم أمر بدوحات فقممن ثم قال : كأني دعيت فأجبت وإني تارك فيكم الثقلين ، أحدهما
أعظم من الآخر ،
* هامش * | ||
( 1 ) سبط ابن الجوزي : تذكرة الخواص - ص 30 - 31 . ( 2 ) صحيح مسلم : ج 7 - ص 122 - 123 . ( * ) |
كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، فانظروا كيف تخلفوني فيهما ،
فإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض . . . ثم قال : إن الله مولاي وأنا ولي كل
مؤمن : ثم أخذ بيد علي ( رض ) فقال : من كنت وليه ، فهذا وليه ، اللهم وال من
والاه وعاد من عاداه . . . فقلت لزيد : سمعته من رسول الله ( صلى الله عليه
وآله وسلم ) قال : نعم ، وإنه ما كان في الدوحات أحد إلا ورآه بعينه وسمعه
بأذنيه . . . ) ( 1 ) .
وفي ذخائر العقبى للمحب الطبري ، عن البراء بن
عازب رضي الله عنهما قال : كنا عند النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) في سفر
فنزلنا بغدير خم ، فنودي فينا ، الصلاة جامعة ، وكسح لرسول الله ( صلى الله
عليه وآله وسلم ) تحت شجرة فصلى
الظهر وأخذ بيد علي ، وقال : اللهم من كنت مولاه فعلي مولاه ،
اللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه . قال : فلقيه عمر بعد ذلك ، فقال : هنيئا
لك يا بن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة "
أخرجه أحمد في مسنده ، وأخرجه في المناقب من حديث عمر وزاد
بعد قوله وعاد من عاداه وانصر من نصره وأحب من أحبه . قال شعبة أو قال وأبغض من
بغضه "
وعن زيد بن أرقم قال : استشهد علي بن أبي طالب الناس ، فقال
أنشد الله رجلا سمع النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يقول : " من كنت مولاه
فعلي مولاه ، اللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه فقام ستة عشر رجلا فشهدوا " (
2 ) .
وأخرج ابن المغازلي الشافعي حديث الغدير بطرق
كثيرة ، فتارة عن زيد بن أرقم ، وأخرى عن أبي هريرة ، وثالثة عن أبي سعيد
الخدري وتارة عن علي بن أبي طالب ، وعمر بن الخطاب ، وابن مسعود وبريدة ، وجابر
بن عبد الله ، وغير هؤلاء .
فعن زيد بن أرقم " أقبل نبي
الله من مكة في حجة الوداع حتى نزل ( صلى الله عليه وآله وسلم ) بغدير الجحفة
بين مكة والمدينة فأمر بالدوحات فقم ما تحتهن من شوك ثم نادى : الصلاة جامعة ،
فخرجنا إلى رسول الله ( صلى الله عليه وآله
وسلم ) في يوم شديد الحر ، وإن منا لمن يضع رداءه على رأسه
وبعضه على قدميه من شدة الرمضاء . . . إلى قوله : ثم أخذ بيد علي بن أبي طالب (
عليه السلام ) فرفعها
* هامش * | ||
( 1 ) النسائي : الخصائص - ص 39 - 40 - 41 . ( 2 ) المحب الطبري : ذخائر العقبى - ص 67 . ( * ) |
ثم قال : من كنت مولاه فهذا مولاه ، ومن كنت وليه فهذا وليه ،
اللهم وال من والاه وعاد من عاداه . قالها ثلاثا " ( 1 ) .
" قال أبو القاسم الفضل بن محمد : هذا حديث صحيح عن رسول الله
( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، وقد روى حديث غدير خم عن رسول الله ( صلى الله
عليه وآله وسلم ) نحو من مائة نفس منهم العشرة وهو حديث ثابت . . . " ( 2 ) .
وفي كنز العمال للمتقي الهندي : " . . . إن الله
مولاي وأنا ولي كل مؤمن ، من كنت مولاه فعلي مولاه ، اللهم وال من والاه وعاد
من عاداه . . . " .
وقد أخرج المتقي الهندي هذا الحديث تارة عن زيد بن أرقم ،
وأخرى عن أبي هريرة ، وثالثة جابر بن عبد الله ، ورابعة أبي سعيد الخدري ،
وخامسة ابن عباس وغير هؤلاء ( 3 ) .
وفي الجامع لأحكام القرآن للقرطبي عند تفسير قوله
تعالى : ( سأل سائل بعذاب واقع " ( 4 ) . قيل إن
السائل هنا هو الحارث بن النعمان الفهري ، وذلك أنه لما بلغه قول النبي ( صلى
الله عليه وآله وسلم ) في علي ( رض ) : " من كنت مولاه
فعلي مولاه " ركب ناقته فجاء حتى أناخ راحلته بالأبطح ثم قال
: يا محمد أمرتنا عن الله أن نشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله فقبلناه
منك . . . إلى قوله : ثم لم ترض بهذا حتى فضلت ابن عمك علينا ، أفهذا شئ منك أم
من الله ؟ فقال النبي
( صلى الله عليه وآله وسلم ) : والله الذي لا إله إلا هو ، ما
هو إلا من الله ، فولى الحارث ، وهو يقول : اللهم إن كان ما يقول محمد حقا
فأمطر علينا حجارة من السماء ، وائتنا بعذاب أليم ، فوالله ما وصل إلى ناقته
حتى رماه الله بحجر فوقع على دماغه فخرج من دبره فقتله فنزلت : ( سأل سائل . .
. " ( 5 ) .
وفي شواهد التنزيل للحاكم النيسابوري ، والمناقب
لابن المغازلي ، عن
* هامش * | ||
( 1 ) ابن المغازلي : المناقب - ص 29 - إلى ص 36 . ( 2 ) المصدر السابق : ص 36 . ( 3 ) المتقي الهندي : كنز العمال - ج 1 - ص 166 - 167 - 168 . ( 4 ) سورة المعارج : الآية 1 . ( 5 ) القرطبي : الجامع لأحكام القرآن - ج 18 - ص 287 - 289 . ( * ) |
أبي هريرة قال : " من صام يوم ثمانية عشر من ذي الحجة كتب له
صيام ستين شهرا ، وهو يوم غدير " خم " كما أخذ النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم
) بيد علي فقال : ألست ولي المؤمنين ؟ قالوا : بلى يا رسول الله فقال : من كنت
مولاه فعلي مولاه ، فقال عمر بن الخطاب : بخ بخ لك يا ابن أبي طالب ، أصبحت
مولاي ومولى كل مؤمن ، وأنزل الله : ( اليوم أكملت لكم دينكم ) ( 1 ) .
ويقول حجة الإسلام الغزالي : " أجمع الجماهير على
متن الحديث من خطبته من غدير خم باتفاق الجميع وهو يقول : من كنت مولاه فعلي
مولاه ، فقال عمر : بخ بخ يا أبا الحسن لقد أصبحت مولاي ومولى كل مولى ، فهذا
تسليم ورضى وتحكيم ،
ثم بعد هذا غلب الهوى لحب الرياسة ولما مات رسول الله ( صلى
الله عليه وآله وسلم ) قال قبل وفاته ائتوا بدواة وبياض لأزيل لكم إشكال الأمر
، وأذكركم من المستحق لها بعدي ، قال عمر : دعوا الرجل فإنه يهجر . . . فإذن
بطل تعلقكم بتأويل
النصوص ، فعدتم إلى الإجماع ، وهذا منصوص أيضا ، فإن العباس
وأولاده وعليا وزوجته وأولاده ، وبعض الصحابة ، لم يحضروا حلقة البيعة . . .
وخالفكم أصحاب السقيفة في متابعة الخزرجي " ( 2 ) .
ويقول الشهرستاني في الملل والنحل . " ومثل ما
جرى في كمال الإسلام وانتظام الحال حين نزل قوله تعالى : ( يا أيها الرسول بلغ
ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته " فلما وصل غدير خم أمر
بالدوحات فقممن ، ونادوا الصلاة جامعة ، ثم قال ( عليه السلام ) وهو يؤم الرحال
: من كنت مولاه فعلي مولاه ، اللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه ، وانصر من
نصره ، واخذل من خذله ، وأدر الحق معه حيث دار ألا هل بلغت ؟ ثلاثا " ( 3 ) .
وفي المستدرك على الصحيحين للحاكم عن زيد بن أرقم
قال : " لما رجع رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) من حجة الوداع ونزل
غدير " خم " أمر بدوحات فقممن ،
فقال : كأني دعيت فأجبت ، إني قد تركت فيكم الثقلين أحدهما
أكبر من الآخر كتاب الله تعالى وعترتي فانظروا كيف تخلفوني فيهما فإنهما لن
يفترقا حتى يردا علي الحوض ، ثم قال : إن الله عز وجل مولاي ، وأنا مولى كل
مؤمن ، ثم أخذ بيد علي ( رض ) فقال : من كنت مولاه فهذا وليه ، اللهم وال من
والاه وعاد من عاداه . . . " . يقول الحاكم هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم
يخرجاه ، وقد أخرجه الحافظ الذهبي في تلخيصه على المستدرك . . . " ( 1 ) .
وحديث الغدير أخرجه علماء أهل السنة وحفاظهم بطرق كثيرة
. فيهم :
ابن حجر العسقلاني في الإصابة ( 2 ) ،
والقندوزي في ينابيع المودة
والمقريزي في خططه ( 3 ) ،
والإمام أحمد في مسنده ( 4 ) ،
والبيهقي في كتابه الاعتقاد على مذهب السلف وأهل الجماعة ( 5
) ،
والسيوطي في الجامع الصغير ( 6 ) ،
وتاريخ الخلفاء ( 7 ) ،
والمحب الطبري في الرياض النضرة ( 8 ) ،
وابن خلكان في وفيات الأعيان ( 9 )
والخطيب البغدادي في تاريخ بغداد ( 10 ) ،
وابن قتيبة في الإمامة والسياسة ، ( 11 )
وابن تيمية في كتابيه ، حقوق آل البيت ( 12 )
والعقيدة الواسطية ، والمسعودي في مروج الذهب ، والبلاذري في
أنساب الأشراف ، وابن كثير في تفسير القرآن الكريم ، وابن حجر الهيثمي في
صواعقه المحرقة ، وغير هؤلاء من حملة الآثار من علماء أهل السنة ،
صيام ستين شهرا ، وهو يوم غدير " خم " كما أخذ النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم
) بيد علي فقال : ألست ولي المؤمنين ؟ قالوا : بلى يا رسول الله فقال : من كنت
مولاه فعلي مولاه ، فقال عمر بن الخطاب : بخ بخ لك يا ابن أبي طالب ، أصبحت
مولاي ومولى كل مؤمن ، وأنزل الله : ( اليوم أكملت لكم دينكم ) ( 1 ) .
ويقول حجة الإسلام الغزالي : " أجمع الجماهير على
متن الحديث من خطبته من غدير خم باتفاق الجميع وهو يقول : من كنت مولاه فعلي
مولاه ، فقال عمر : بخ بخ يا أبا الحسن لقد أصبحت مولاي ومولى كل مولى ، فهذا
تسليم ورضى وتحكيم ،
ثم بعد هذا غلب الهوى لحب الرياسة ولما مات رسول الله ( صلى
الله عليه وآله وسلم ) قال قبل وفاته ائتوا بدواة وبياض لأزيل لكم إشكال الأمر
، وأذكركم من المستحق لها بعدي ، قال عمر : دعوا الرجل فإنه يهجر . . . فإذن
بطل تعلقكم بتأويل
النصوص ، فعدتم إلى الإجماع ، وهذا منصوص أيضا ، فإن العباس
وأولاده وعليا وزوجته وأولاده ، وبعض الصحابة ، لم يحضروا حلقة البيعة . . .
وخالفكم أصحاب السقيفة في متابعة الخزرجي " ( 2 ) .
ويقول الشهرستاني في الملل والنحل . " ومثل ما
جرى في كمال الإسلام وانتظام الحال حين نزل قوله تعالى : ( يا أيها الرسول بلغ
ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته " فلما وصل غدير خم أمر
بالدوحات فقممن ، ونادوا الصلاة جامعة ، ثم قال ( عليه السلام ) وهو يؤم الرحال
: من كنت مولاه فعلي مولاه ، اللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه ، وانصر من
نصره ، واخذل من خذله ، وأدر الحق معه حيث دار ألا هل بلغت ؟ ثلاثا " ( 3 ) .
وفي المستدرك على الصحيحين للحاكم عن زيد بن أرقم
قال : " لما رجع رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) من حجة الوداع ونزل
غدير " خم " أمر بدوحات فقممن ،
|
فقال : كأني دعيت فأجبت ، إني قد تركت فيكم الثقلين أحدهما
أكبر من الآخر كتاب الله تعالى وعترتي فانظروا كيف تخلفوني فيهما فإنهما لن
يفترقا حتى يردا علي الحوض ، ثم قال : إن الله عز وجل مولاي ، وأنا مولى كل
مؤمن ، ثم أخذ بيد علي ( رض ) فقال : من كنت مولاه فهذا وليه ، اللهم وال من
والاه وعاد من عاداه . . . " . يقول الحاكم هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم
يخرجاه ، وقد أخرجه الحافظ الذهبي في تلخيصه على المستدرك . . . " ( 1 ) .
وحديث الغدير أخرجه علماء أهل السنة وحفاظهم بطرق كثيرة
. فيهم :
ابن حجر العسقلاني في الإصابة ( 2 ) ،
والقندوزي في ينابيع المودة
والمقريزي في خططه ( 3 ) ،
والإمام أحمد في مسنده ( 4 ) ،
والبيهقي في كتابه الاعتقاد على مذهب السلف وأهل الجماعة ( 5
) ،
والسيوطي في الجامع الصغير ( 6 ) ،
وتاريخ الخلفاء ( 7 ) ،
والمحب الطبري في الرياض النضرة ( 8 ) ،
وابن خلكان في وفيات الأعيان ( 9 )
والخطيب البغدادي في تاريخ بغداد ( 10 ) ،
وابن قتيبة في الإمامة والسياسة ، ( 11 )
وابن تيمية في كتابيه ، حقوق آل البيت ( 12 )
والعقيدة الواسطية ، والمسعودي في مروج الذهب ، والبلاذري في
أنساب الأشراف ، وابن كثير في تفسير القرآن الكريم ، وابن حجر الهيثمي في
صواعقه المحرقة ، وغير هؤلاء من حملة الآثار من علماء أهل السنة ،
* هامش * | ||
( 1 ) الحاكم : المستدرك على الصحيحين - ج 3 - ص 109 وأيضا الحافظ الذهبي في تلخيصه . ( 2 ) ابن حجر العسقلاني : الإصابة - ج 2 - ص 15 - وأيضا ج 4 - ص 568 . ( 3 ) المقريزي : الخطط - ج 2 - ص 92 . ( 4 ) الإمام أحمد في مسنده : ج 1 - ص 331 ط 1983 . ( 5 ) البيهقي : كتاب الاعتقاد - ص 204 - وأيضا 217 ط بيروت - 1986 . ( 6 ) السيوطي : الجامع الصغير - ج 2 - ص 642 . ( 7 ) السيوطي : تاريخ الخلفاء ص 169 . ( 8 ) المحب الطبري : الرياض النضرة - ج 2 - ص 172 . ( 9 ) ابن خلكان : وفيات الأعيان - ج 4 - ص 318 ، 319 . ( 10 ) الخطيب البغدادي : تاريخ بغداد - ج 7 - ص 437 . ( 11 ) ابن قتيبة : الإمامة والسياسة ج 1 - ص 109 . ( 12 ) ابن تيمية : حقوق آل البيت - ص 13 . ( * ) |
اقتصرنا على ذكر جملة منهم ليرى المنصف ما قاله ابن خلدون
وابن حزم ، وإحسان ظهير وأبو زهرة والدكتور شلبي وغيرهم .
وليعلم أن حديث الغدير من أهم الأحاديث المتواترة عند جميع
المسلمين .
وقد أخرجه الثقات من علماء أهل السنة ورواتهم .
وأما قول ابن حزم : " وأما من
كنت مولاه فعلي مولاه فلا يصح من طريق الثقات أصلا . . . " فهو كحاطب ليل لا
يرى بالبصر ولا بالبصيرة ، ولا أضلته العصبية المذهبية كما أضلت غيره ، وإلا
فما يقول في الذين ذكرناهم ، أليسوا من الثقات والعدول عنده ؟
وماذا يقول ابن خلدون وغيره عن هؤلاء ؟
أليسوا من جهابذة علماء أهل السنة ورواتهم ، أم أنهم من
عوامهم وجهالهم ؟
فبماذا يجيب الحاكم العادل ، وأين يضع ابن خلدون وابن حزم
وغيرهما من كفتي الميزان ؟
وماذا يقول الشيخ محمد أبو زهرة في قوله : " . . . ومخالفوهم
- أي مخالفوا الشيعة - يشكون في نسبة هذه الأخبار إلى الرسول ( صلى الله عليه
وآله وسلم ) ؟
فالشيخ أبو زهرة قد طعن في رواة أهل السنة وحفاظهم ، حيث ذهبوا إلى تصحيح هذه
الروايات ، والشيخ يطعن في صحتها . ولا شك أن رواة الحديث أعرف بصحة الحديث من
الشيخ أبو زهرة . . يقول ابن كثير في تفسيره : " وقد ثبت في الصحيح أن رسول
الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) قال في خطبته بغدير " خم " . . . " ( 1 )
ويقول ابن حجر : " إن حديث الغدير صحيح لا مرية فيه . . . ولا التفات لمن قدح
في صحته ولا لمن رده . . . " ( 2 )
ويقول ابن تيمية ، مع شدة معارضته للشيعة : " وثبت في صحيح
مسلم عن زيد بن أرقم أنه قال : خطبنا رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم )
بغدير يدعى " خم " بين مكة والمدينة . . . " ( 3 ) إ
لى غير ذلك من أقوال علماء أهل السنة وحفاظهم ، والتي تدل على صحة حديث الغدير
الناصة على خلافة علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) .
وابن حزم ، وإحسان ظهير وأبو زهرة والدكتور شلبي وغيرهم .
وليعلم أن حديث الغدير من أهم الأحاديث المتواترة عند جميع
المسلمين .
وقد أخرجه الثقات من علماء أهل السنة ورواتهم .
وأما قول ابن حزم : " وأما من
كنت مولاه فعلي مولاه فلا يصح من طريق الثقات أصلا . . . " فهو كحاطب ليل لا
يرى بالبصر ولا بالبصيرة ، ولا أضلته العصبية المذهبية كما أضلت غيره ، وإلا
فما يقول في الذين ذكرناهم ، أليسوا من الثقات والعدول عنده ؟
وماذا يقول ابن خلدون وغيره عن هؤلاء ؟
أليسوا من جهابذة علماء أهل السنة ورواتهم ، أم أنهم من
عوامهم وجهالهم ؟
فبماذا يجيب الحاكم العادل ، وأين يضع ابن خلدون وابن حزم
وغيرهما من كفتي الميزان ؟
وماذا يقول الشيخ محمد أبو زهرة في قوله : " . . . ومخالفوهم
- أي مخالفوا الشيعة - يشكون في نسبة هذه الأخبار إلى الرسول ( صلى الله عليه
وآله وسلم ) ؟
فالشيخ أبو زهرة قد طعن في رواة أهل السنة وحفاظهم ، حيث ذهبوا إلى تصحيح هذه
الروايات ، والشيخ يطعن في صحتها . ولا شك أن رواة الحديث أعرف بصحة الحديث من
الشيخ أبو زهرة . . يقول ابن كثير في تفسيره : " وقد ثبت في الصحيح أن رسول
الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) قال في خطبته بغدير " خم " . . . " ( 1 )
ويقول ابن حجر : " إن حديث الغدير صحيح لا مرية فيه . . . ولا التفات لمن قدح
في صحته ولا لمن رده . . . " ( 2 )
ويقول ابن تيمية ، مع شدة معارضته للشيعة : " وثبت في صحيح
مسلم عن زيد بن أرقم أنه قال : خطبنا رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم )
بغدير يدعى " خم " بين مكة والمدينة . . . " ( 3 ) إ
لى غير ذلك من أقوال علماء أهل السنة وحفاظهم ، والتي تدل على صحة حديث الغدير
الناصة على خلافة علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) .
* هامش * | ||
( 1 ) ابن كثير : تفسير القرآن العظيم ج 4 - ص 113 . ( 2 ) ابن حجر الهيثمي : الصواعق المحرقة ص 42 . ( 3 ) ابن تيمية : حقوق آل البيت ص 13 . ( * ) |
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق